في الثالث والعشرين من سبتمبر من كل عام، نعيش في مملكتنا الحبيبة الفرحة الكبرى بذكرى اليوم الوطني. وفي هذا العام نحتفل بذكرى اليوم الوطني 92 وقد تسارعت مسيرة البناء والتنمية في الإنسان والمكان. مسيرة تنمية متواصلة منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ـ طيب الله ثراه ـ، إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز "يحفظه الله"؛ ويشارك فيها جميع أبناء الوطن، عبر الأجيال، بفخر واعتزاز، في جميع قطاعات التنمية، وفي مقدمتها قطاع التعليم، الذي يشهد تطورًا كبيرًا، برؤية واضحة وقرارات تساهم في تأهيل المزيد من الكوادر البشرية، والاستفادة منها في تحقيق التنمية المتوازنة المستدامة لعلاج قضايا التنمية المحلية والعالمية.
وفي أفراحنا هذا العام، نعيش إنجازات تنموية متواصلة، وقرارات جادة وطموحة نحو المزيد من الإنجازات واستدامتها؛ لتحقيق رؤية المملكة 2030 الطموحة.
ومن هذه القرارات المهمة، إعلان ولي العهد، رئيس اللجنة العليا للبحث والتطوير والابتكار، الأمير محمد بن سلمان، عن التطلعات والأولويات للبحث والتطوير والابتكار في المملكة للعقدين القادمين. وكانت الأولويات الأربع الرئيسية هي: صحة الإنسان، واستدامة البيئة والاحتياجات الأساسية، والريادة في الطاقة والصناعة، واقتصاديات المستقبل. وكذلك قرار مجلس شؤون الجامعات بأن تقوم كل جامعة بقياس نسبة توظيف خريجيها لكل تخصص، وكذلك نسبة توظيف الخريجين بدوام جزئي ودوام كامل، ونسبة الخريجين الذين تمَّ توظيفهم في مجال دراستهم، ومتوسط الراتب الأساسي والإجمالي الشهري للخريجين العاملين، على أن يتم تضمين نتائج هذه القياسات في التقرير نصف السنوي، ويُنشر على موقع الجامعة. وهو ما يؤكد على أهمية التنافس بين الجامعات للمواءمة بين برامجها الأكاديمية ومتطلبات واحتياجات سوق العمل المحلي والدولي. هذه القرارات تساهم في الاستفادة القصوى من الموارد البشرية والمكانية وتنميتها لتتحقق معها التطلعات والأولويات للبحث والتطوير والابتكار لمواجهة تحديات التنمية المتسارعة وتحقيق أهداف رؤية المملكة 2030.
وفي ظل القيادة الحكيمة والقرارات الصائبة نعيش الفرحة في دارنا الغالية كل يوم، ومع إشراقة شمس كل يوم، في ظل التطوير والنهضة التنموية الشاملة مدعومة بتقدم تكنولوجي، وتأهيل للكوادر البشرية يساهم في دقة وجودة وسرعة الإنجاز.
نعيش، بفضل الله، بفخر واعتزاز بمنجزاتنا وننعَم في مملكتنا الغالية بأمن وأمان وتنمية شاملة مستدامة بشفافية وفعالية، يعيشها المواطن والمقيم ويشهدها العالم. كل ذلك يتطلب المزيد من العمل والوقوف صفًّا واحدًا كالبنيان المرصوص؛ للحفاظ على المنجزات والمشاركة في صنع مزيدٍ من المنجزات التنموية، في الوقت والمكان المناسبَين وبالجودة المطلوبة.
وأخيرًا وليس بآخر، يمكننا القول إننا نعيش المستقبل في ذكرى يوم الوطن بدارنا الغالية بأمن وأمان واستقرار، وبرؤية تنموية طموحة نحو المستقبل، يتم تنفيذها بإستراتيجيات وخطط وبرامج ومبادرات جميعها تعزز التنمية المستدامة للأجيال الحالية، وأجيال المستقبل.
نسأل الله أن يُديم علينا نعمة الأمن والأمان، وأن يحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز "يحفظهما الله"، والشعب السعودي الوفي، وكل عام ودارنا بخير.