شدد عضو قوى «التغيير» اللبنانية النائب وضاح الصادق، على أن «معركتهم في وجه المنظومة الحاكمة ليست سهلة، ولكن ليست مستحيلة»، موضحا «أن مبادرة قوى التغيير بشأن انتخابات الرئاسة تنصب في رفض أي رئيس مواجهة اسمه مستفز»، ولفت إلى «أنها تؤسس لإيجاد رئيس إنقاذي لا يرضى بسلاح «حزب الله» وسيطرة الميليشيا على الدولة».
وفي حوار خص به (اليوم)، أكد الصادق أنهم يخوضون معركة وجود، وأن مشروع «حزب الله» هو الأخطر على لبنان والمنطقة، مشددا على أن التيار الوطني الحر يحتاج إلى «حزب الله»، إلا أن الأخير ليس بحاجة له.
ويكشف قائلا: «تعرضت لكل أنواع التهديد بالقتل من قبل جمهور «حزب الله»؛ لأنني قلت إن جمهور المقاومة لا يعيش بكرامة وعزة؛ بل في ذل كسائر اللبنانيين».. فإلى نص الحوار:
لبنان والمنظومة الحاكمة
• يقع على عاتقكم حِمل كبير، ألا وهو إنقاذ البلد واللبنانيين من المنظومة السياسية، كيف تعملون في هذا الإطار؟
- هنالك جزء من الشعب اللبناني قرر السير باتجاه التغييرين، إلا أن هناك نسبة لا يُستهان بها من الناخبين استمروا في دعم المنظومة الحالية، الذين اعتبروا أن هنالك مسؤولية كبيرة تقع على عاتقهم في إيصال البلد إلى هذا الوضع، إلا أن هنالك جيلا جديدا قرر انتخابنا، ولابد أن يعي وضع البلد الذي يغمره الفساد منذ سنوات طويلة، وهنالك مَن يجره نحو محاور لا تشبهه كـ«الممانعة»، وهنالك حزب تمكّن من أخذه إلى ذلك المحور، وسيطر على قراره، لهذا فإن عملية إنقاذ لبنان تحتاج إلى وقت من أجل التخفيف من سيطرة الأحزاب السياسية على مفاصل الدولة، المعركة التي نخوضها في وجه المنظومة الحاكمة ليست سهلة، ولكن ليست مستحيلة.
• إلى أي مدى سيستفيد التغييريون من توحدكم ضمن كتلة واحدة؟
- نحن اليوم موجودون في مجلس النواب الذي لديه سلطة الرقابة والمحاسبة التي تخلى عنها منذ زمن، وإذا كان البرلمان قد مارس دوره في الفترات الماضية لما كنا وصلنا إلى هذه الحالة من الفساد، وجودنا في المجلس النيابي سيمنع تمرير أي من صفقات الفساد أو تضليل الرأي العام، هدفنا أن يحصل التغيير في أرجاء البلاد كافة، إلا أن هذا التغيير سيكون على مراحل إلى حين نتمكن من استلام السلطة في البلد.
انتخابات الرئاسة ومرشح التغييريين
• بعد شهر ونصف الشهر تقريبًا، هنالك استحقاق مفصلي في تاريخ لبنان، كيف تستعدون لانتخابات الرئاسة، وهل من مرشح؟
- سبق وأطلقنا مبادرة تستند إلى نقاط عدة، منها (لبننة) الاستحقاق؛ لأننا اعتدنا في لبنان ربط الاستحقاق الرئاسي بالتطورات الإقليمية والإشارات من الخارج، هذا الأمر بات مرفوضًا، نحن سنفرض على الجميع أن يكون القرار لبنانيا، ونحن لا نتلقى قرارتنا من الخارج، ونحن كقوى التغيير التي تضم 13 نائبا، قرارنا حر ويصب في مصلحة لبنان واللبنانيين، لذلك تنصب مبادرتنا وجولتنا على الكتل النيابية في رفض أي رئيس مواجهة اسمه مستفز، وإن كنا نتوافق معه بوجهته السيادية وحصر السلاح بيد الدولة ومحاربة الفساد، إلا إذا كان هذا الاسم ليس لديه أمل في الوصول إلى المجلس النيابي ومن ثم تعطيل البلاد أسوة بما حصل قبيل انتخاب الرئيس ميشال عون، فالبلد لا يحتمل تعطيلًا؛ وبات في وضع الانهيار، لذلك تؤسس مبادرتنا بإيجاد رئيس إنقاذي يستوفي كل الشروط التي نريدها كلبنانيين، ولا ينضم إلى أي محور في الخارج، خاصة ما يسمى «الممانعة»، ولا يقبل بوجود سلاح «حزب الله» وسيطرة الميليشيا على الدولة.
• هل لديكم اسم مرشح؟
- ليس لدينا اسم محدد، هنالك سلة أسماء، ولدينا تصور، لا تهدف جولتنا في فرض اسم، بل التوافق على مرشح، لكننا سنطلع الرأي العام اللبناني على نتائج لقاءاتنا وجولتنا، وسنضع جميع الكتل أمام مسؤولياتها وسنوضح للناس مواقف هذه الكتل بكل شفافية، أتمنى التوصل إلى مرشح واسم متفق عليه.
التمديد لـ«عون» غير وارد
• هل تتخوفون من التمديد لعون، ومَن هو الأسوأ في تاريخ لبنان «حزب الله»، أم التيار العوني؟
- لا يمكن أن يحصل التمديد الدستوري، وبقاؤه في القصر الجمهوري أمر مستحيل، لهذا أستبعد أن يبقى عون في الرئاسة بعد انتهاء ولايته، كل المؤشرات التي يقوم بها «التيار الوطني الحر» في الأشهر الأخيرة من ولايته من خلال استغلال الدولة من عمليات فساد والاستحصال على المكاسب بطريقة شرسة تؤكد أن ولاية العهد ستكون في تاريخها، هنالك إجماع لبناني سلبي على عون، السؤال يكمن في «مَن سيدعم بقاءه في الرئاسة؟» حتى حليفه «حزب الله» لا يمكنه دعم بقائه في الحكم، أما لناحية من الأسوأ، عون أو حزب الله، بالطبع الأخير؛ كونه مشروعًا أخطر على لبنان والمنطقة، باعتباره ينتمي إلى محور، ويحمل سلاحًا، ويملك صبرا في أن يعيش الناس في فقر وجوع، وخير دليل على ذلك الحال التي بات عليها اليمن والعراق وسوريا وصولا إلى لبنان، فجميعها دول في انهيار اقتصادي ومالي.
خطر «حزب الله» وجودي
• هل توافق على مقولة أنه لولا التيار العوني لما تمكن «حزب الله» من استباحة لبنان وسيادته؟
- بالتأكيد، تمكن « التيار» من تأمين الغطاء المسيحي لـ«حزب الله»، إلا أن لديه القدرة على تجاهل أي حليف له، ففي عام 2006، عندما شعر حزب الله بأنه في مرحلة هبوط كبيرة على المستوى اللبناني خاض حرب «تموز» ليحصد مكاسب سياسية، وكان الأمين العام للحزب حسن نصرالله، يقول في خطاباته دائمًا: «إن الجيش اللبناني لا يدخل إلى الجنوب»، بعد الحرب دخل الجيش الجنوب، ومنذ 2006 حتى اليوم تم توقيع اتفاق أحدث حماية كاملة في الجنوب اللبناني، لهذا نرى أن اتجاهه من بعد ذلك هو نحو الداخل كما فعل في العام 2008، حينما وجَّه سلاحه نحو البلد، بالطبع الحزب ليس بحاجة للغطاء المسيحي لكنه يعطيه المزيد من الإمكانات أمام المجتمع الدولي.
• إذا تمكن رئيس إنقاذي من الوصول إلى سدة الرئاسة، فماذا سيحل بـ«حزب الله»؟
- لا يتأثر «حزب الله» بطبيعة الرئيس، بل عون تأثر بشكل كبير بتحالفه مع الحزب، لا بد من الإشارة هنا إلى أن الشارع الشيعي يعيش في وضع اقتصادي صعب وانهيار مالي كبير.
لبنان في الحاضنة العربية
• يخشى كثيرون من عدم قدرة التغييريين والسياديين على استعادة هوية لبنان العربية التي صادرها «حزب الله»، ما رأيك؟
- لن يصادر أحد هوية لبنان العربية، نحن بلد عربي، قد يتمكنون من مصادرة قرار البلد ولكن ليس هويته وثقافته، منذ تأسيس «حزب الله» وهم يسعون إلى مصادرة هوية لبنان العربية، إلا أنهم فشلوا في كل المرات، في سوريا والعراق أيضًا فشلوا في ذلك، لهذا لن يستطيعوا أخذ هوية لبنان، إننا في معركة وجود.
• متى سينتهي لبنان من وصاية «حزب الله» وإيران عليه؟
- في المرحلة الأولى يجب إعادة بناء مؤسسات الدولة التي تخفف من سيطرة «حزب الله» على البلد، نحن اليوم نحتاج إلى قرار كبير، سلاح «حزب الله» جعله الأقوى في البلد، لن نتمكن من إنهاء سيطرته على لبنان إلا بمعجزة ما، وعلى الأقل الجانب المسلح، فهذا قرار دولي.
• أثبتت حكومات الوحدة الوطنية فشلها، ما هو شكل الحكومة الأنسب في بداية العهد الجديد؟
- بالتأكيد أثبتت أنها أوصلت لبنان إلى الانهيار، هنالك حكومتان تصلحان لإدارة البلد، اليوم نحتاج إلى حكومة بكامل الاستقلالية في هذه المرحلة، نحتاج إلى حكومة تضم وزراء من أهل الاختصاص لا ينتمون إلى أحزاب سياسية، لإنقاذ لبنان والنهوض به، ومن بعد ست سنوات لا مانع من أن تكون هنالك حكومة سياسية من الفريق الموجود بالسلطة.
• ماذا تقول في التهديد الذي طال السفارة السعودية في بيروت، ماذا يريد «حزب الله» من ذلك؟
- يجب أن ننتظر التحقيق، فمثل هذه التهديدات نتعرض لها نحن بشكل يومي، وأنا شخصيا تعرضت لكل أنواع التهديد وحتى القتل من قبل جماعة «حزب الله»، لأنني قلت إن جمهور المقاومة لا يعيش بكرامة وعزة، بل في ذل كسائر اللبنانيين، وأنا أعيد تكرار هذا الكلام، المملكة العربية السعودية تقف إلى جانب سيادة لبنان وعروبته، وتدعمنا في مواجهة الخطر الإيراني بالمنطقة.
• يمر لبنان بأيام عصيبة حالكة، كيف ترى المستقبل، وهل من أمل في عودته إلى الحاضنة العربية؟
- لم ولن يترك لبنان الحاضنة العربية، لا رئيس ولا حزب مسلح بإمكانهما سحب لبنان من الحاضنة العربية، بالتأكيد نجحوا في حصول شرخ في السياسة، إلا أن ذلك لن يُنهي علاقة اللبنانيين الأحرار بالحاضنة العربية.