@SaudAlgosaibi
ذكر لي صديق أني ربما قسوت في مقالي الأول عن رحلتي لقطر، إلا أني دونت ما شاهدت وكان أكثر واختصرت، إلا أنها تعد من نمط أدب الرحلات والتي تشمل التعليقات بالإضافة إلى المشاهدات. وعلى أية حال نأتي إلى يومنا الثاني من الرحلة، استيقظت كما العادة مبكرا وذهبت للمطعم لوجبة الفطور، إلا أن مفاجأتي أن فطورهم كان آسيويا وقد خلا من الفطور العربي إلا من الفول الذي لم يعرفوا أنه لا بد من هرسه بدل أن يقدم كما البازلاء حبا دون الحامض وزيت الزيتون والبهارات. كذلك خلا فطور هذا الفندق رغم أنه من الخمسة نجوم من أنماط الجبنة والخبز المختلفة والزبدة والمربى كما نعهده في الفطور الغربي. وحتى البيض وأين أجده وعلمت أنه يطلب مستقلا. المطعم بشكل عام كان جميلا والخدمة جيدة وكان يطل من نافذة المطعم الكبيرة بركة للسباحة كان بها بعض الأطفال والمربيات من الطائفة الآسيوية يسبحون بثيابهم من الشورت والقمصان.
في يومنا الثاني للرحلة قررنا أن نبدأ بالمتحف الوطني وبعده الأسواق. جاء تصميم متحف قطر الوطني من الخارج بديعا يمثل ما يطلق عليه زهرة الصحراء وهي عبارة عما يشبه الزهرة من أملاح ورمل متكلس يظهر بشكل وردة. وقد سبق أن قيل لي إن المبنى هو لذات المصممة العراقية التي صممت مبنى إثراء بالظهران والله أعلم.
لم يكن المتحف مجهزا فغالبية أقسامه مغلقة، وكذلك المواقف، لم تكن مواقف للزوار بالمعنى وما وجدناه هي مواقف خصصت لموظفي المتحف، كما بدت أنها غير مهيأة لاستقبال الباصات أو الوفود السياحية. لم يكن هناك لوحات إرشادية فظللنا نسأل عمال النظافة واتبعنا من ظننا أنهم في المسار الصحيح حتى وصلنا لبوابة دخول المتحف. في المدخل شباك تذاكر وبعد أن تدفع يطلبون منك التوجه في مدخل معين فيستقبلك مصعد ولا تعلم أين تتجه إلا بالسؤال، فليس لدى شباك التذاكر خرائط كما اعتدنا بالمتاحف العالمية أو كذلك لوحات إرشادية ولم نزود من قبل المتحف بما يسهل. وكان لديهم ما يعرف في كيو ار كود وهو يعمل من خلال شبكة الإنترنت ليوصلك إلى مواقع محددة. فإن كنت زائرا وليس لديك هذه الخدمة فأنت في ورطة وخاصة أنهم يطلبون أن تفتح لهم تطبيق «توكلنا» عند دخولك المتحف.
القاعة الرئيسة للمتحف احتوت على تراث قطر بما فيه من نماذج من الأزياء الأحسائية القديمة من بشوت للنساء والرجال. كما حوت أيضا بعض النماذج الجصية الأحسائية بالإضافة أيضا لمحاكاة بعضها. القاعة حوت مصورات لبعض ملامح تاريخ قطر وكذلك الغوص الذي خصصت له لوحة جدارية كاملة بشكل جميل أعد بعناية فائقه. وكذلك من حرب بحرية خاضتها قطر بين مدينة الدمام والبحرين انتصرت بها حسب لوحة التعريف.
بالمتحف بعض قطع السجاد اليدوي التي يظهر بها اسم قطر وخرائط عالمية للجزيرة العربية بعضها أصلي وحسب ما كتب أخذ للترميم. بعد أن تغادر تلك القاعة تأتيك قاعة أخرى متوسطة الحجم بها أصوات موسيقية وخيوط بلاستيكية شفافة متدلية من السقف متلونة للتأمل. ثم يقودك المسار لتخرج من المبنى لتشاهد محاكاة لقصر تراثي به ساحة كبيرة وغرف على جوانب بعض سوره بها أعمال إصلاحات لمقاول. وبالطبع ليس هناك مرشد أو لوحات تعبر عن طبيعة المكان كما لاحظناه بكامل المتحف. جاء في هذا القصر الفسيح محاكاة لنماذج من الأعمال الجصية المماثلة لما هو موجود ومنشأها الأحساء، إلا أن توظيفها كما في البوابات جاء مختلفا وبأحجام أصغر. كذلك من تلك الغرف التي اختلفت تلك هي الأخرى وبدت كما أنها قاعات عملت كنماذج. ثم تدخل لمبنى المتحف مرة أخرى فتأتيك قاعة كبيرة قبل الخروج جاء بها صور وتعليقات وفيديوهات إخبارية عن أحداث لها طابع سياسي استأنا منها جدا.
جاء «متحف قطر الوطني» بالختام حسب مشاهدتنا له أنه غير مهيأ لاستقبال الزوار من تلك الحشود القادمة لكأس العالم. وهو بالإضافة كما شاهدناه في «سوق واقف»، ليس به أي استعداد لتلك الأفواج من الزوار. ونتمنى لقطر أن تنجح بتنظيمها لكأس العالم ولعلها تلحق. والبقية تتبع..