@yousifalharbi
الحديث عن أهمية الملتقيات الفنية، وبالخصوص ملتقيات المسرح، لا يقف عند حصر هذه الملتقيات وترتيبها، بقدر ما يجب أن يتجاوز كل ذلك إلى تثبيت أهميتها، والتعمّق في ضرورتها الكبيرة؛ خدمة للثقافة والفن والمسرح.
فهذه الملتقيات تمس كل المستويات الفنية والمجالات والأفراد والجماعات، خاصة أنها تستشرف أبعد طاقة للفرد في الإبداع، وموهبة المجموعة في التقديم والعرض والحضور والأداء.
إن المستوى الذي تقدمه الملتقيات المسرحية يخدم كل الأطراف، سواء للكُتّاب أو الممثلين أو المخرجين؛ لذلك فإن التنوع التنظيمي لها قادر على تنويع القدرات، واحتواء الطاقات، والتفاعل معها، وتمهيد الطرق لها، حتى تستجيب للعقلية الثقافية الحيوية الجديدة.
على المساحة الجغرافية، وحاجة المملكة للمهرجانات والملتقيات المسرحية التي تعتبر المنفذ التعبيري المتكامل بكل ما يحمله من الإفادة، لذلك فإن الرغبة في تكثيفها تقدم جوانب مختلفة في الحضور، وفرصة لاحتواء الطاقات والمواهب، خاصة أن العمل بين المنظمين والمسؤولين والمثقفين والمسرحيين والمهتمين والمتابعين، والتعاون بينهم من أجل المبادرة، له دوره في تقديم الأفضل فيها، ومواكبة الجديد من حيث الإعداد والتمكين، واستقبال المشاركين، وهو ما يعبّر عن الأهمية الحقيقية بوصفها وسيطًا ثقافيًّا ضروريًّا قادرًا على إخضاع فكرة العمل المسرحي إلى مستويات عالية من الجودة، وتحسين مردودية المشاركة بين الممثلين، واكتساب خبرات على المستوى المحلي والعربي والعالمي، والاطلاع على التجارب المختلفة، ودعم المنافسة، واقتحام عوالم الاحتراف من أبواب واسعة بركائز متينة.
فهذه الملتقيات والمهرجانات المحلية هي البوابة الفعلية التي يمكن التخطيط من خلالها للمشاركة بها دوليًّا، والانفتاح على التقنيات والأساليب والتطورات، فتكثيفها ودعمها والثقة بنجاحاتها قادرة على فرض الوعي، وتمتين المسار الثقافي في مجال المسرح، وتحفيز العمل بنصوص تركّز البصمة السعودية، ومواهبها تقدّمها في مختلف المجالات التعبيرية المسرحية، سواء كان مونودراما أو ديو دراما أو مسرحًا متكاملًا، وكل ذلك له خصوصياته وبراعته الحسية والفنية والثقافية بهوية وطنية متماسكة وخلَّاقة ومهتمة بالتميّز.