[email protected]
يبقى الكتاب، رغم انتشار وسائل الاتصال الحديثة، وما سبقها من وسائل في مجالات فنية وثقافية مختلفة، هو المُعين الأول للثقافة وينبوعها الذي لا ينضب، وما زال له بريقه اللامع في عالمنا، وما زالت معارضه تُقام بين حين وحين في وطننا المعطاء؛ لما لها من تعظيم للأثر الثقافي، ونشر المعرفة بكل فروعها ومسمياتها، وقد ظهرت واحدة من صور هذا التعظيم، أثناء استقبال صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن فهد بن سلمان بن عبدالعزيز نائب أمير المنطقة الشرقية، قبل أيام، الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية بالجبيل، حيث تسلَّم سموه تقريرًا مفصَّلًا عن معرض الجبيل الأول للكتاب الذي أُقيم مؤخرًا بمركز الملك عبدالله الحضاري بمدينة الجبيل الصناعية، بمشاركة 55 جهة و21 دارًا للنشر، وتخللته سلسلة من الأمسيات والفعاليات الثقافية المصاحبة، وقد أشاد سموه بأهمية المعرض لنشر الثقافة ودعم تنمية المواهب.
وبالوقوف على بنود التقرير، يتبين لنا أهمية إقامة هذا المعرض الأول للكتاب في تلك المدينة الصناعية الكبرى، وأهمية شغف القراء من المثقفين والمهتمين للنهل من مَعين الكتب، على اعتبار أنها من أهم مخازن المعرفة والعلم، وللمعرض المقام كغيره من معارض الكتب التي تنظم في سائر مناطق ومحافظات ومدن المملكة أهميته القصوى لتنمية المواهب ونشر المعرفة، وتعزيز الأثر الثقافي بين رواده، فالفكرة التي تساور المسؤولين عن رفع شأن الثقافة، ورفع وتيرتها بإقامة معارض الكتاب في كثير من أصقاع المملكة هي فكرة رائدة؛ نظير مردوداتها الإيجابية التي تخدم مسارات الثقافة والعلم، وتدعم المواهب وتنمّيها، فتعزيز أدوار تلك المعارض يحظى باهتمام بالغ من قِبَل المسؤولين، كما اتضح من اهتمام سمو نائب أمير المنطقة الشرقية بالمعرض مدار البحث.