قالت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية إن التحول إلى اليسار في أمريكا اللاتينية هو إلى حد كبير نتاج إحباط الناخبين من الحكومات اليمينية الحالية.
وبحسب مقال لـ«إدواردو بوتر»، فإن محاولة الحكومات اليسارية القادمة في المنطقة إعادة توجيه السياسات الاقتصادية والاجتماعية عبر أمريكا اللاتينية تواجه تحديا يتمثل في أن العالم تغير عن الفترة التي هيمن فيها اليسار هناك في الفترة من 2003 إلى 2010.
حنين إلى الماضي
يواصل الكاتب: إضافة إلى لولا داسيلفا، الذي من شبه المؤكد فوزه بالانتخابات البرازيلية المقبلة، يحكم اليسار الآن الأرجنتين وكولومبيا وتشيلي وبيرو وبوليفيا، ومضى يقول: يشترك هؤلاء الناخبون في نوع من الحنين إلى الماضي الذي يحفز حملة لولا، لكن من المرجح أن تظل استعادة الأوقات الجيدة هدفًا بعيد المنال.
وأضاف: لن يظهر الناخبون الكثير من الصبر تجاه الحكومات اليسارية التي أعادت السلطة على أمل استعادة بعض الازدهار السابق.
ظروف مختلفة
ولفت إلى أن الازدهار السابق الذي حققه اليسار أثناء وجوده في السلطة كان عندما كانت الصين تشتري سلعًا من جميع أنحاء أمريكا الجنوبية، وكان الاستثمار الأجنبي المباشر يتدفق.
وأردف: تكرار هذه العروض سيتطلب تعافي الاقتصاد الصيني من حالة الركود، وانتهاء حرب أوكرانيا، وتلاشي الوباء العالمي.
واستطرد: ازدهر إنتاج بوليفيا من الغاز الطبيعي خلال فترة تولي موراليس منصبه، مما سمح له بتمويل برامج اجتماعية واسعة النطاق، وتابع: تضاعفت صادرات الأرجنتين من السلع الأساسية إلى الصين خلال فترة ولاية كيرشنر وزوجته.
ارتفاع التضخم
يشير الكاتب إلى أن الأرجنتين لا تعاني اليوم فقط من التضخم المتسارع، والذي من المتوقع أن يصل إلى 100% بحلول نهاية العام، موضحا أن اقتصادها يتباطأ من انتعاش ما بعد وباء كورونا.
وأردف: ينمو اقتصاد بوليفيا أيضًا بشكل أبطأ بكثير مما كان عليه في أيام موراليس. كما أنه من غير المرجح أن تتغلب البرازيل وتشيلي على الاتجاه المتباطئ.
وأكد على أن التضخم آخذ في الارتفاع إلى حد كبير في جميع أنحاء القارة، مما يهدد سبل عيش الطبقة الوسطى القوية سياسياً.
وتابع: إذا ارتفعت أسعار الفائدة بالولايات المتحدة أكثر من ذلك بكثير، فإن واقعها الاقتصادي سيزداد سوءًا.
وأوضح أن المد الوردي للحكومات ذات الميول اليسارية التي ستصل إلى السلطة في جميع أنحاء المنطقة ستطلق يدها في اقتصاد ضيق للغاية يصعب معه تحقيق الازدهار.