تسعى ألمانيا حاليًا لتوسيع تدخل الحكومة في الصناعة لمنع نقص الطاقة الناتج عن الحرب الروسية في أوكرانيا، ولهذا قررت تأميم شركة "يونيبر"، لإنقاذ أكبر مستورد للغاز في البلاد، وتجنب انهيار قطاع الطاقة في أكبر اقتصاد بالقارة الأوروبية.
وجاءت هذه الصفقة بعد الاتفاق على حزمة إنقاذ في يوليو الماضي بعد أن أجبرت روسيا شركة "يونيبر" على شراء الغاز بأسعار أعلى بكثير للوفاء بعقود التوريد الخاصة بها، حتى تكبدت الشركة خسائر متراكمة بنحو 8.5 مليار يورو.
وتضمنت الخطة زيادة في رأس المال بنحو 8 مليارات يورو ستمولها الحكومة، مقابل حصول الحكومة على حصة 99% في "يونيبر"، والتي كانت حتى الآن تحت سيطرة "فورتوم" ومقرها فنلندا.
وعقب الإعلان عن الصفقة التي ستشتري الحكومة الألمانية من خلالها كامل حصة شركة "فورتوم" الفنلندية في "يونيبر" بسعر 1.70 يورو للسهم قفز سهم شركة "فورتوم" بأكثر من 20 %، وهبط سهم"يونيبر" بنحو 23%.
تخسر 100 مليون يورو يوميا
وكانت شركة يونيبر تسعى إلى زيادة خط ائتمان حكومي إلى 13 مليار يورو، حيث طلبت الشركة 4 مليارات يورو إضافية من بنك "كيه إف دبليو" (KfW) المملوك للدولة في ألمانيا، بعد استهلاكها كامل خط الائتمان الحالي الذي تبلغ قيمته 9 مليارات يورو، قبل تنفيذ خطة الإنقاذ
وتعد يونيبر أكبر الضحايا في أزمة الطاقة، حيث تخسر ما يزيد على 100 مليون يورو يومياً، وأضحت تعتمد في بقائها على منح الدولة، بعدما خسرت أكثر من 12 مليار يورو في النصف الأول من العام لتكون واحدة من أعلى خسائر الشركات في تاريخ ألمانيا.
وقال وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك إن هذه الصفقة ضرورية بسبب الأهمية، التي تلعبها شركة "يونيبر" بمجال سوق الغاز الألمانية، حيث تزود يونيبر ألمانيا بنحو 40% من الغاز الذي تحتاجه، وكانت تشتري نصف غازها من روسيا قبل الحرب.
التأميم من أجل أمن ألمانيا
وأضاف أن الحكومة اختارت تأميم الشركة "من أجل ضمان أمن الإمدادات لألمانيا"، مشيرًا إلى أن ألمانيا تمكنت من ملء منشآتها لتخزين الغاز بأكثر من 90% من طاقتها استعدادا لموسم التدفئة الشتوي.
وأكد أن بلاده لديها فرصة لتجاوز أزمة الطاقة في الشتاء على نحو جيد على الرغم من توقف واردات الغاز الروسي، لكن يجب توفير شروط معينة لتحقيق هذا الهدف، موضحًا أنه يجب خفض استهلاك الطاقة على نحو كبير، وأن يحالف البلاد الحظ في الطقس هذا الشتاء.