التجاعيد والهِرم ليس شرطًا ليصاب الأشخاص بمرض ألزهايمر، والغالب أنه يصيب كبار السن الذين تزيد أعمارهم على 65 عامًا، لكنه يصيب أحيانًا أشخاصًا في الثلاثينات، في ما يعرف بـ«ألزهايمر المبكر».
يؤثّر مرض الزهايمر المبكر في نسبة ضئيلة نسبيًا من الناس والغالب أن يكون ذلك في الأربعينات والخمسينات. وتوضح الدكتورة كارين سوليفان، اختصاصية علم النفس العصبي السريري، العلامات التحذيرية التي يجب الانتباه إليها عند الإصابة بمرض الزهايمر المبكر.
ما علامات ألزهايمر المبكر؟
حددت "سوليفان" عدة علامات تشير إلى وجود ألزهايمر مبكر عبر موقع "Eat this":
فقد الاهتمام بأشياء اعتدت الاستمتاع بها
تقول "سوليفان" إن الأبحاث الحديثة تشير إلى أن العلامات الخارجية المبكرة والأكثر شيوعًا لمرض ألزهايمر، هي اللا مبالاة أو فقدان الدافع للأشياء التي كان الشخص يستمتع بها.
وتُكمل: "غالبًا ما يجري الخلط بين هذه الأعراض والاكتئاب أو جزء من الشيخوخة الطبيعية، في حين أن بعض أعراض اللا مبالاة والاكتئاب تتداخل -مثل الانسحاب من العائلة والأصدقاء وانخفاض المبادرة - فإن الأشخاص الذين يعانون من اللا مبالاة الناتجة عن الدماغ لا يعبّرون عن الأعراض المرتبطة بالاكتئاب، مثل الشعور بالذنب أو اليأس أو الحزن".
أنت لا تعتقد أن هناك مشكلة
توضّح الدكتورة سوليفان أن أحد الأعراض المميزة لمرض ألزهايمر المبكر يسمّى "فقدان الوعي"، أي عدم القدرة على الوعي بالتغيّرات المعرفية التي تحدث، وغالبًا ما يُخلط بينه وبين الدفاع النفسي، إذ يعتقد أفراد الأسرة أن المصاب يقاوم الاعتراف بالتغيّرات المعرفية أو ينكر أن لديه مشكلة في الذاكرة .
نسيان تجارب كاملة
كشفت الدكتورة سوليفان أن صعوبات الاستذكار السريع قد تكون جزءًا من الشيخوخة الطبيعية، لكن الفشل في تذكر حدث مع الإشارة والتحفيز، قد يكون علامة على ما يسميه مقدّمو خدمات صحة الدماغ بـ"عجز الذاكرة المنذر بمرض ألزهايمر".
وبحسب "سوليفان"، تظهر هذه الأعراض أيضًا لدى الأشخاص الذين يطرحون أسئلة متكررة أو يروون القصص نفسها في إطار زمني قصير.
أنت تعبث بأموالك
وفقًا للدكتورة سوليفان، يتجاوز تشخيص مرض ألزهايمر مجرد انخفاض في الذاكرة، وبالإضافة إلى التغيير المعرفي، يقيم علماء النفس العصبي أيضًا مجالًا وظيفيًا يسمى الأنشطة الفعالة للحياة اليومية.
وتشمل هذه الأنشطة أشياء مثل القيادة وتذكّر تناول أدويتنا اليومية، ولكن المنطقة الأولى والأكثر حساسية هي إدارة الموارد المالية المعقدة.
كما تشمل التغييرات المالية المبكرة في مرض ألزهايمر دفع فاتورة خاطئة، وصعوبة جديدة في موازنة دفتر الشيكات، وإعادة تعيين كلمات المرور عدة مرات".
تغيرات في الرؤية لا تتحسن بواسطة النظارات
التغيّرات المبكرة في الرؤية من أكثر الأعراض التي لا تحظى بالتقدير الكافي لمرض ألزهايمر المبكرن بحسب "سوليفان".
تظهر هذه التغييرات في حساسية التباين (القدرة على إدراك الحواف الحادة والواضحة للأشياء) وإدراك الألوان المحددة بشكل رئيسي في درجات اللون الأزرق، وغالبًا ما يطلب الأشخاص المصابون بمرض ألزهايمر المبكر وصفة طبية محدّثة لنظاراتهم، لكن هذا لا يحل المشكلة.
كما تسعى الجمعية لتقديم الدعم والمساندة لمرضى الزهايمر، وتحسين المستوى الصحي والمعيشي لهم وتحفيز المجتمع لتعزيز التضامن مع معاناة المرضى وتقديم الدعم والمشورة لعائلات المصابين ومن يقوم برعايتهم. pic.twitter.com/Qzzpm0fOvS— جامعة جدة (@UOfjeddah) September 21, 2022
تاريخ عائلي مع ألزهايمر المبكر
كشفت الدكتورة سوليفان أن معظم الأشخاص المصابين بمرض ألزهايمر يصابون بالحالة من خلال تفاعل معقد بين عوامل الخطر الجينية ونمط الحياة، وكلما كان الشباب يصابون بأعراض الخرف، تزداد احتمالية أن تكون وراثية.
إذا كان لديك شخص ما في عائلتك ظهرت عليه أعراض مرض ألزهايمر تحت سن 65، فأنت في خطر أكبر .
سبب الإصابة بـ"ألزهايمر"
بحسب موقع " NHS" الصحي البريطاني، يُعتقد أن مرض ألزهايمر ناتج عن تراكم غير طبيعي للبروتينات في خلايا الدماغ وحولها.
ويُطلق على أحد البروتينات المعنيّة اسم الأميلويد، والتي تشكّل رواسبها لويحات حول خلايا الدماغ.
يُطلق على البروتين الآخر اسم "تاو"، وتشكل رواسبه تشابكًا داخل خلايا الدماغ.
على الرغم من عدم معرفة سبب بدء هذه العملية بالضبط، يعرف العلماء الآن أنها تبدأ قبل ظهور الأعراض بسنوات عديدة.
عندما تتأثر خلايا الدماغ، هناك أيضًا انخفاض في الرسائل الكيميائية (تسمّى الناقلات العصبية) التي تشارك في إرسال الرسائل أو الإشارات بين خلايا الدماغ.
مستويات أحد الناقلات العصبية، أستيل كولين، منخفضة بشكل خاص في أدمغة الأشخاص المصابين بمرض ألزهايمر.
بمرور الوقت ، تتقلص مناطق مختلفة من الدماغ.
كيفية الوقاية من ألزهايمر
ارتبطت أمراض القلب والأوعية الدموية بزيادة خطر الإصابة بمرض ألزهايمر والخرف.
قد تكون قادرًا على تقليل خطر الإصابة بهذه الحالات -بالإضافة إلى المشكلات الخطيرة الأخرى، مثل السكتات الدماغية والنوبات القلبية- من خلال اتخاذ خطوات لتحسين صحة القلب والأوعية الدموية.
وتشمل هذه:
- التوقف عن التدخين.
- الحد من الكحول.
- اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، بما في ذلك ما لا يقل عن 5 حصص من الفاكهة والخضراوات كل يوم.
- ممارسة الرياضة لمدة 150 دقيقة على الأقل كل أسبوع، عن طريق القيام بنشاط هوائي متوسّط الشدة (مثل ركوب الدراجات أو المشي السريع)، أو بقدر ما تستطيع.
- التأكد من فحص ضغط الدم والتحكم فيه من خلال الاختبارات الصحية المنتظمة.
- إذا كنت مصابًا بداء السكري، فتأكد من اتباع النظام الغذائي وتناول الدواء.
مرضى الزهايمر، عالم حيّ يواجه النسيان، فكونوا ذاكرتهم وذكراهم، بالحب، والرعاية. #كاساو #خلّك_أقرب_يحسّهم pic.twitter.com/wY7Em837cy— جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية (@KSAU_HS) September 14, 2022
هل هناك علاج لمرض ألزهايمر؟
حتى اليوم لا يوجد علاج لمرض ألزهايمر، لكن هناك عقاقير تقلل الأعراض.
يمكن وصف عدد من الأدوية لمرضى ألزهايمر للمساعدة مؤقتًا على تحسين بعض الأعراض.
الأدوية الرئيسية هي:
- مثبطات أستيل كولينستراز AChE، والتي تزيد من مستويات الأسيتيل كولين، وهي مادة في الدماغ تساعد الخلايا العصبية على التواصل مع بعضها.
لا يمكن وصفها حاليًا إلا من قبل متخصصين، مثل الأطباء النفسيين أو أطباء الأعصاب.
- الميمانتين، وهذا الدواء ليس من مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين. إنه يعمل عن طريق منع تأثيرات كمية زائدة من مادة كيميائية في الدماغ تسمى الجلوتامات.
- ميمانتين، يستخدم لمرض ألزهايمر المعتدل أو الشديد، إنه مناسب لأولئك الذين لا يستطيعون تناول مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين أو غير القادرين على تحملها.
كما أنه مناسب للأشخاص الذين يعانون من مرض ألزهايمر الحاد، والذين يتناولون بالفعل مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين. يمكن أن تشمل الآثار الجانبية الصداع والدوخة والإمساك ولكنها عادة ما تكون مؤقتة فقط.