عندما نزف التهاني والتبريكات لمقام سيِّدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع "يحفظهما الله"، بمناسبة اليوم الوطني السعودي الثاني والتسعين، فإننا نزف لأنفسنا ولوطننا ولكافة الشعب السعودي هذا الفرح الكبير المجيد.
فهذه الذكرى العظيمة لا تحمل في طياتها يومًا يتكرر كل عام فحسب، بل تحمل الحنكة العظيمة، والحِكمة والسياسة للمجدِّد والمؤسِّس وأسطورة عصره الملك عبدالعزيز آل سعود "طيَّب الله ثراه"، الذي استعاد أمجاد هذه الدولة العظيمة الممتدة في الجزيرة العربية، منذ أكثر من ثلاثمائة عام من الزمن والتاريخ العميق.
إن ذكرى اليوم الوطني هي ذكرى للسعادة والفرح، هي ذكرى للعز والتمكين لبلادنا الغالية، هي ذكرى للدعوة والدين الشامخ، هي ذكرى للأمن والأمان والاستقرار، وهي ذكرى لتجديد الانتماء لهذا الوطن العظيم المملكة العربية السعودية.
لقد وحَّد المؤسِّس هذه البلاد المترامية الأطراف؛ ليجعل منها دولة حديثة وعصرية، وأرسى دعائم العدل والمساواة والحقوق، وأشرف على تجديد حماية المقدسات الإسلامية، بيت الله الحرام، ومسجد نبيه الكريم.
وقد استمر أبناء المؤسِّس وأحفاده على هذا النهج المبارك من بعده، إلى عهدنا الحاضر الميمون، عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وعهد صاحب الرؤية الثاقبة سمو سيِّدي ولي العهد "يحفظهما الله".
ولعلها فرصة في هذا اليوم المجيد لتجديد اللحمة الوطنية التي يتميَّز بها أبناء هذا الوطن المعطاء، وهو يعيش عهد الرخاء والتمكين والنهضة والازدهار، ويسير بخُطى ثابتة نحو مستقبل زاهر بين الأمم.
نسأل الله تعالى في هذه الذكرى المباركة أن يحفظ الله خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، وأن يجزل لهما الأجر والثواب على رعايتهما مصالح البلاد والعباد، وأن يغفر لمؤسِّس هذه البلاد المباركة وأبنائه، وأن يديم على هذه البلاد المملكة العربية السعودية كرامتها وعزها وأمنها ورخاءها.