@ALAmoudiSheika
صباحًا، ارتديتُ ثوبًا أبيض يشبه نوايا بلادي، واتشحت خضارًا لا ينافسه سوى راية موطني، ورسمت مقلتي بفن لا ينافسه سوى نقش عظيم نقشته مملكتي حبًّا في فؤادي، وبدأت أكتب، فإذا بالكلمات تشرق تباعًا دون جهد مبتهجة شامخة أصيلة ممتلئة بعزم وحزم، فهي تكتب عن مملكتي، وفي ربوعها أَسرجت الكلمات بعضها بعضًا، وتدافعت في مضمار الوفاء تتسابق، يمدُّها حب بل عشق، بل هيام بقوة جعلت الأنامل بإجلال ومجد تكتب.
سباق عجيب.. السباق الذي عنه أتحدث، فلأول مرة كل متسابق يود غيره أن يكسب، يريد الغلبة لكلمة عن حب الوطن تتحدث بحروف أبلغ، آه يا وطني، يا وطنًا.. لم أجد لوصفك في المعاجم كلمة تنصفك، وتكسب.
وطني يا ربيع قلبي النابض بصدري، يا حدودًا دون حدٍّ تحدُّني، يا أرضًا لو خُيِّرت لتخيَّرت أن تسير على رأسي، وفي عُمقي تمتد وتتجذر، يا سماء شاهقة تنظر لي من شرقها لغربها، ومن شمالها وجنوبها ووسطها بتحبب، وأنظر لها عجزًا، فمقلتي تبصر مدها الحب وأكثره لمشاهدته، لا تبصر، وإن كنتُ به أشعر.
وطني وملاذي وراحتي وفخري وكرامتي وسندي، بك أتفيَّأ، وبك أنا روح لا تأبه لأوجاعها، فحقي في محرابك محفوظ، فأنت الأمان الذي به أستظل وأهنأ، يا فخر الأوطان، يا سطر كل عنوان، يا عنوان كل مرجع تستمد منه المعاني؛ ليسطع الخير بين حركاتها وسكناتها، وفي فواصلها وأقواسها ونقاطها، تاريخنا يتحدث بفيض متتابع لا ينضب.
مملكتي عندما أقرأ اسمك فأقرأ المملكة العربية السعودية قسما بمَن رفع سماءك، وبسط أرضك، قلبي يقرؤها، وإن كان لساني الذي ينطق، حفظك الله ورعاك يا دُرَّة الأوطان، يا محيطا تتناثر في ربوعه البلدان، يا أرضًا حملت خير البشر، وخير الملوك، وخير بنيان، يا صروحًا في المجد، يا خير عنوان، كل عام وأنت بخير، وتحت ظل آل سعود الأمناء الذين تخيَّرهم الله لك، فكان خير تسيّد على خير الأوطان.
*حرف
مملكتي ليس لها مثيل في البلاد، هي أنشودتي المفضلة، ومعجم حروفي وعَلَمها أجمل راية تخفق في رحاب السماء.