اليوم الوطني السعودي ليس يومًا في كل عام، بل عمرًا يستحضر التاريخ المجيد، الذي صنعه جلالة الملك الموحِّد، بتوفيقٍ من الله تعالى، في تأسيس هذا الكيان العظيم، وتوحيد أطرافه وأرجائه تحت رايةٍ واحدة، في عُمق العروبة ومهد الإسلام.
يُشكِّل يومنا الوطني يومًا صادقًا للمشاعر الوطنية، نتذكَّر فيه ما قدَّمه الوطن من تجربةٍ تنمويةٍ وحضاريةٍ فريدة، غرست روح الانتماء في نفوس المواطنين والمواطنات جميعًا، كما يُذكِّرنا بأن التضحيات العظيمة هي طريق تحقيق الأهداف على أرض هذه البلاد، من خلال قصة مسيرةٍ ضخمة، افتقدت الثروة الطبيعية في بدايتها، لكنها كانت غنيةً برجالها ونسائها، لتصبح هذه الصحاري الخالية معركة جديدة، وملحمةً حديثةً ترسم معالم حضارية، جمعت بين أصالة التراث وديناميكية الحاضر.
هو عام جديد يُضاف إلى التاريخ المجيد للوطن، وصفحة مضيئة تُضاف إلى سجلٍّ حافلٍ بالإنجاز والخير، بقيادة خادم الحرمين الشريفين مولاي الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان "يحفظهما الله"، قيادة تهيَّأت للمستقبل ببصيرةٍ نافذةٍ تستشرف الآفاق، وتستنير الطريق، قيادة تقفز بنا إلى مصاف الدول المتقدمة، آخذةً بأسباب المعاصرة، ومواكبة المعطيات الحديثة التي يعيشها العالم في شتى المجالات.
حيث واصلت القيادة الرشيدة تقديم الدعم المادي والمعنوي الكبير للنواحي الاجتماعية، والجمعيات المتعددة بمؤسساتها المتفردة في رفع كفاءتها، وزيادة الاهتمام بالجودة النوعية، والتوسع في التخصصات التي ترتقي بالعمل المؤسسي.
ونحن في مجلس المنطقة الشرقية للمسؤولية الاجتماعية "أبصر"، نعيش ونستشعر هذه المسؤولية من خلال تعزيز حِسِّ المسؤولية الوطنية الصادقة لدى أفراد المجتمع بكل أطيافه، وما هذه الذكرى الغالية على الجميع إلا فرصة لتجديد العهد إلى الابتكار نحو ثقافةٍ اجتماعيةٍ تعزز المُنجز الذي حققه الوطن والمجتمع، في ظل القيادة الرشيدة، والارتقاء به من خلال البرامج التحوُّلية العديدة التي تشمل أرجاء الوطن كافة، وتكريس الانتماء، عزة وفخرًا لأجل الوطن.
* رئيسة أُمناء مجلس المنطقة الشرقية للمسؤولية الاجتماعية "أبصر"