@alsheddi
وأنا أشرع في كتابة هذا المقال، كانت الحيرة دائمًا تلازمني في كل مرة أبدأ بنسج حروفٍ قد تصف اليسير من إنجازات الوطن، وكنت قد أجَّلتُ الفكرة المرة تلو الأخرى؛ لأجد شيئًا مناسبًا أتحدث به.
ولعل القدر يشاء أن أقوم بزيارة لمعرض "THE LINE"، أعجوبة القرن الحادي والعشرين المتفردة، وأعني ذلك حرفيًّا.
غالبنا سمع عن قصة حدائق بابل المعلَّقة، التي تعب التاريخ في تخيُّلها ووصفها، إلى أن طالعتنا "هوليود" بأفلام الخيال العلمي، التي كانت تصف مدن المستقبل، وكيف هي صديقة للبيئة، وتحاكي العالم القادم من الخيال، وأصبحت تلك المدن حلمًا نعيشه، وهو للأسف نسج من خيال صانعي الأفلام حينها.
ولكن أن تعيش مزيجًا من أسطورة حدائق بابل أو تلك الأفلام في الحقيقة، كانت قبل "نيوم" ومشاريعها أحلام بعيدة عن الواقع، أما الآن فلو كلَّف أحدنا نفسه نصف ساعة وزار المعرض المقام في معارض الظهران، والمخصص لأحد مشاريع نيوم وهو "ذا لاين"، سيجد ما كان حلمًا قد أصبح واقعًا ينتظره في القريب، وقد رسمت مخططاته وحددت معالمه، وشرع في بنائه؛ لتكون تلك المدينة عالمًا متفردًا من تحدٍّ للواقع، وكسر للا معقول وتجاوز للمستحيل!.
هل سمعتم عن ملعب كرة قدم معلق! أو بوابة ضخمة لأكبر "مارينا" سفن تستوعب أضخم سفن العالم، وكأنها سفينة صغيرة، تخيَّل مرآة بارتفاع نصف كيلو متر، وعرض ١٧٠ كيلو مترًا، ألم يرن في أذنيك كيف سيعيش الناس، وكيف ستكون الخدمات هناك، وهل هناك إدارات حكومية وهيئات ومصارف وأندية وحدائق وأسواق وقطارات ومواصلات، كلها تعمل بالكهرباء، لا انبعاثات، لا ضجيج.. مستوى جديد من الرفاهية والخيال، ١٣ دارًا للتصميم الهندسي من الأفضل في العالم، تشارك في تصميم الحلم "الحقيقة"، هل سألت نفسك: هل سأكون أنا أحد ساكني هذه المدينة العظيمة، أم مَن سيسكنها؟؟
هذه المدينة المستقبلية ستكون محط أنظار العالم؛ للحصول على أمتار منها للسكنى أو العمل فيها، وستكون أشبه بمغناطيس جاذب للأعمال من شتى بقاع العالم، وبالأخص التكنولوجيا؛ لتكون بعد سنوات رقمًا صعبًا في تصديرها من المملكة للخارج.
لذلك هذا كله فقط عمل واحد من مستقبل وطننا الغالي الذي سنعيشه، إن أمدَّ الله في عمرنا، أو سيعيشها أبناؤنا وأحفادنا بالمستقبل، وما كانت اليوم مدينة ستكون مدنًا، وما كانت فكرة خلاقة ستكون أفكارًا متفردة.
وطني في ظل مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع "يحفظهما الله"، أصبح متفردًا يقارع العالم بالعلم والسلام، والمضي نحو المستقبل.
وكل عام ووطني بخير.