رفع معالي وزير الحج والعمرة الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة، أسمى آيات التهاني والتبريكات لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -يحفظهما الله-، بمناسبة ذكرى اليوم الوطني الـ92 للمملكة العربية السعودية، مؤكدًا على أهمية هذا اليوم لتعزيز التلاحم والترابط بين القيادة والشعب، ليستذكروا تأسيس المغفور له - بإذن الله تعالى- المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، للدولة بعزمٍ وحزم على أساس التوحيد، وتسخيره كافة الإمكانيات لخدمة ضيوف الرحمن لعشرات العقود بقيادته وأبنائه الملوك من بعده (سعود، وفيصل، وخالد، وفهد، وعبدالله) -رحمهم الله جميعًا-، وصولاً إلى اليوم.
وأوضح معاليه في تصريح له بهذه المناسبة، أن ذكرى اليوم الوطني الـ92 تأتي هذا العام وسط سلسلة من الإنجازات المتحققة، والرؤى الصائبة، والخطط المدروسة لتحقيق نهضة شامل في كافة المجالات والقطاعات محليًا واقليميًا ودوليًا، متجاوزين كل التحديات والأزمات التي يمر بها العالم لتحقيق أعلى معايير الجودة في سبل تسهيل إجراءات وصول الحجاج والمعتمرين من شتى بقاع الأرض، وإثراء تجربتهم الدينية والثقافية، ضمن شراكة ناضجة بين كافة القطاعات الحكومية والخاصة، وبسواعد أبناء هذا الوطن المعطاء والمقيمين على أرضه، تحقيقًا لمستهدفات برامج رؤية المملكة العربية السعودية 2030.
وشدد معالي وزير الحج والعمرة على أن النجاح الكبير الذي تحققه منظومة الحج والعمرة عامًا تلو آخر، بكافة مجالاتها الأمنية والصحية واللوجستية، يعد أحد أهم الإنجازات للدولة، والذي تحقق بفضل من الله عز وجل، وبما سخرته حكومة خادم الحرمين الشريفين من إمكانيات مادية وبشرية لخدمة ضيوف الرحمن، والتشاركية المنظمة بين كافة القطاعات لتوحيد الجهود.
وتابع: "شهدت منظومة الحج والعمرة خلال الأعوام القليلة الماضية تطورات عدة وهامة نظرًا لتشرف المملكة بوجود الحرمين الشريفين في أراضيها، ولما يُمثله قطاع الحج والعمرة من أولوية قصوى لدى خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين - يحفظهما الله-، ضمن إطار رؤية 2030"، موضحًا أن الدعم غير المحدود من القيادة مكّن الوزارة بالشراكة مع الجهات المعنية، خلال الفترة الماضية، من إطلاق العديد من المبادرات لتنظيم القطاع والارتقاء بجودة الخدمات فيه، وإثراء الرحلة الدينية والتجربة الثقافية لقاصدي الحرمين الشريفين كان آخرها تسهيل قدوم المعتمرين من خارج المملكة عبر عدد من التأشيرات، مثل: التأشيرة السياحية عند القدوم إلى منافذ المملكة، والتأشيرة السياحية الإلكترونية، وتأشيرات الزيارة، وغيرها من الأنواع.
وتطرق لمبادرات الوزارة الإلكترونية، مثل: تطبيق "اعتمرنا" لحجز مواعيد أداء المناسك والصلاة بالروضة، ودورها في رفع جودة الخدمات، بالإضافة إلى "بطاقات الحج الذكية"، ومبادرة حج بلا حقيبة لإثراء التجربة الدينية وزيادة تفرغ الحجاج للعبادة والدعاء، وكذلك "مبادرة طريق مكة" بالشراكة مع عدة جهات لتسهيل إجراءات دخول ضيوف الرحمن عبر المنافذ دون انتظار، وإتاحة الحجز الإلكتروني المباشر للخدمات ضمن منصات رقمية مرتبطة بمزودي الخدمات من داخل وخارج المملكة، وإصدار التأشيرات اللازمة فوريًا بالربط مع الجهات الحكومية ذات العلاقة لتسهيل القدوم إلى المملكة ضمن وسائل الدفع والمسارات الإلكترونية الميسرة.
ونوّه معاليه إلى دور المملكة الرائد عالميًا في إدارة وتنظيم الحشود من حجاج بيت الله الحرام، وتسخير تقنيات الذكاء الاصطناعي لخدمة الحجاج بجودة عالية، وتنظيم حركتهم عبر الحافلات التي يتجاوز عددها لأكثر من 14 ألف حافلة مجهزة بكافة معايير السلامة، ومن خلال قطار الحرمين السريع الذي يقدم أكثر من 50 رحلة يوميًا بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، وقطار المشاعر الذي شهد جدولة نقل أكثر من 205 آلاف حاج، وتنظيم الحشود وإدارة تفويج وفود الحجاج بين المشاعر المقدسة وفق جداول زمنية مدروسة بحسب الطاقة الاستيعابية بما يضمن انسيابية الحركة عند أداء المناسك من طواف وسعي ورمي الجمرات وغيرها، من خلال متابعتهم بشكل دقيق من خلال غرف المتابعة والتحكم .
وأشار إلى النقلة النوعية التي تشهدها المنظومة من خلال التطوير المستمر للبنية التحتية في المشاعر المقدسة وفي الحرمين الشريفين لتعزيز جودة الخدمات وزيادة الطاقة الاستيعابية باستحداث المشاريع النوعية الجديدة تماشيًا مع مستهدفات برامج رؤية المملكة 2030، وذلك بالشراكة مع كافة شركاء النجاح من الجهات الحكومية والقطاعات الأخرى.
وبين أن المملكة مرت بظروف استثنائية خلال فترة جائحة فيروس كورونا إلا أنها لم تتوقف عن إقامة شعيرة الحج وخدمة الحجاج والمعتمرين، وأقيمت الشعرة بأعداد قليلة وسط إجراءات صحية واحترازية مشددة، كما قدمت المملكة حزمة من التسهيلات والإعفاءات للعاملين في القطاع لتسهيل خدمة ضيوف بيت الله الحرام على النحو المطلوب.
واستطرد: أسهمت الرعاية والدعم المتواصلين من القيادة – أيدها الله- في إيجاد عدد من الخدمات، منها: مراكز الإرشاد في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر والتي تتجاوز 15 مركزًا، ومراكز "عناية" لخدمة حجاج بيت الله حول الحرم وفي عدد من المواقع التي تشهد كثافة لحركة الحجاج، علاوة على مبادرة الضيف الخفي للتأكد من جودة الخدمات المقدمة للحجاج، والجولات الرقابية المستمرة والتي تجاوز عدد 12 ألف جولة خلال الموسم الماضي، وإيجاد التأمين الصحي الشامل لتوفير تغطية شاملة في حال التعرض (للأمراض والحوادث العرضية ومخاطر السفر).
وأكد معالي الوزير في ختام تصريحه على عزم الوزارة وكافة منسوبيها على المضي قدمًا لتحقيق مستهدفات الرؤية الطموحة ضمن مجتمع حيوي، داعيًا المولى عز وجل بأن يديم على بلادنا أمنها واستقرارها، في ظل قيادتها الرشيدة، وأن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين ويوفقهم لكل ما فيه خير وازدهار للوطن وخدمة الإسلام والمسلمين.