فعاليات الاحتفاء باليوم الوطني الـ92 للمملكة العربية السعودية، التي انطلقت يوم أمس رسمت ملامح المشهد المتكامل لمشاهد المحبة والولاء، التي يكنها أبناء الوطن للقيادة الرشيدة -حفظها الله- عبر عقود زاهرة منذ عهد الملك عبدالعزيز «طيب الله ثراه»، وحتى هذا العهد الزاهر الميمون بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز «حفظهما الله».. فالاحتفاء باليوم الوطني هو احتفاء بكل ما تنعم به هذه البلاد المباركة من أمن وأمان ورخاء وعزة وشموخ وتطور ونهضة وازدهار تفوق في قدراته كل الحدود الإقليمية ليصل بآفاق ريادة المملكة العربية السعودية للعالمية.
في يوم الوطن 92، نستحضر فيه بطل ملحمة التوحيد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود «رحمه الله» حتى تتعرف الأجيال على هذه الشخصية الفذة، وما كابدته في سبيل توفير وطن مترامي الأطراف، ففعالياتُ الاحتفاء باليوم الوطني الـ92 للمملكة العربية السعودية، التي انطلقت يوم أمس كانت الأمن والأمان لكل مَن يعيش فوق أديم أرضه.. وفي هذا اليوم، الذي تحتفل فيه المملكة بهذا التوحيد، الذي يقطف ثماره الأحفاد، نستذكر الشهادات، التي تقاطرت واجتمعت حول شخصية عظيمة كانت تعيش تاريخ الدولة السعودية الأولى في مرحلتيها الأولى والثانية، وتمثل هاتين الدولتين، وتريد أن تعيد لهذه الجزيرة بهاءها، الذي فقدته والأمن الذي افتقدته، ولم يكن هذا ممكناً إلا في ظل التوحيد، الذي كان يحتاج إلى شخصية أجمع المواطنون والأجانب، الذين زاروا الجزيرة العربية على عبقريتها وعلى امتدادها العالمي وليس المحلي فقط.
نمعن في هذا السياق، قول الباحث أول في مركز الملك سلمان لدراسات تاريخ الجزيرة العربية وحضارتها -سابقاً- الدكتور محمد خير محمود البقاعي: «في مناسبة اليوم الوطني يتبادر إلى أذهاننا على الفور جميعاً تلك الشخصية الكاريزماتية العظيمة، التي يعيش السعوديون خصوصاً، والعرب جميعاً في ثمرة جهوده وكفاحه ونضاله في سبيل توحيد المملكة، إنه موحد البلاد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -رحمه الله-».
وكل الذين قابلوا الملك عبدالعزيز، والذين كتبوا عنه يشهدون له بتلك البراعة العالية في الكلام وتلك الحجة، التي كان يمتلكها في مواجهة خصومه وأصدقائه، كان يحب العفو، كان رجلاً لا تستطيع أن تصل معه إلا إلى التوافق، الذي كان يسعى إليه بكل ما امتلك من قوة.
المملكة العربية السعودية في يومها الوطني الثاني والتسعين تحتفي بتاريخ زاهر وقيادة حكيمة وشعب مخلص في وطن يرتقي بجودة الحياة، ويستشرف كل آفاق المستقبل الزاهر بإذن الله.