أكدت مجلة "ناشيونال انترست" الأمريكية أن مشكلة عنصر الكوبالت في الولايات المتحدة بمثابة نقطة ضعف جيوسياسية للبلاد.
وبحسب مقال لـ" جريجوري دي ويشر"، في الوقت الحالي، تعتمد الولايات المتحدة بشكل خطير على الشركات والبلدان الأجنبية، بما في ذلك منافستها جيوسياسيا الصين، للحصول على الكوبالت.
أهمية الكوبالت
وأضاف: يعتبر الكوبالت من المعادن المهمة لاقتصاد أمريكا وجيشها. العنصر ضروري لبطاريات الليثيوم أيون في السيارات الكهربائية، والسبائك الفائقة في المحركات النفاثة، والمغناطيس الدائم في الإلكترونيات المتقدمة.
وأردف: بدون الكوبالت، لا يمكن لثورة الطاقة النظيفة في أمريكا ولا التحديث العسكري عالي التقنية أن يستمر.
سلاسل التوريد
لكن، بحسب الكاتب، فالمشكلة التي تواجه الولايات المتحدة هي أنها تعتمد بشكل كبير على سلاسل توريد الكوبالت التي تسيطر عليها الشركات والبلدان الأجنبية، خاصة الصين.
تابع: لذلك، فالولايات المتحدة ومستقبلها الاقتصادي والعسكري معرض بشكل خطير للمخاطر الجيوسياسية ومخاطر السوق في سلسلة توريد الكوبالت.
ومضى يقول: يعتمد سوق الكوبالت اليوم بشكل كبير على دولة واحدة هي جمهورية الكونغو الديمقراطية.
ولفت إلى أن هذا البلد يمتلك 46% من احتياطيات الكوبالت العالمية المعروفة.
وأضاف: على النقيض من ذلك، تمتلك الولايات المتحدة 0.9% فقط من احتياطيات الكوبالت العالمية.
النفوذ الصيني
وأردف: تمتلك الشركات المدعومة من الصين أو لديها مصالح مالية في 15 من أصل 19 منجمًا للكوبالت في جمهورية الكونغو الديمقراطية، مما يمنح الصين السيطرة على أكثر من 50% من قدرة تعدين الكوبالت في جمهورية الكونغو الديمقراطية. وبالتالي، تتمتع الصين بنفوذ كبير على إمدادات خام الكوبالت في العالم.
وأوضح أنه بذلك يمكن للصين تقييد إمدادات الكوبالت في العالم، مضيفا: على سبيل المثال، في عام 2010، خفضت الصين حصة صادراتها من العناصر الأرضية النادرة، مما أدى إلى زيادة الأسعار العالمية بشكل كبير.
كما أوقفت صادراتها من تلك العناصر إلى اليابان، مما أضر باقتصادها المتقدم تقنيًا.
ولفت إلى أنه بحسب الخبير الاقتصادي بول كروغمان، تظهر الحادثة أن الحكومة الصينية تشعر بالسعادة بشكل خطير، وعلى استعداد لشن حرب اقتصادية على أدنى استفزاز.
