تساءلت مجلة "إيكونوميست" عما إذا كان وصول جيورجيا ميلوني، اليمينية المتطرفة لرئاسة الحكومة الإيطالية يقلق الاتحاد الأوروبي.
وبحسب تقرير للمجلة، ما لم تكن استطلاعات الرأي خاطئة بشكل كبير، سينتخب الإيطاليون ميلوني زعيمة حزب "أخوة إيطاليا" غدا الأحد لقيادة الحكومة الأكثر يمينية في تاريخ بلادهم بعد الحرب.
مخاوف الليبراليين
وأضاف: ومن المتوقع أن يفوز تحالف من 3 أحزاب بأكثر من 60% من مقاعد البرلمان.
وأشار إلى أن حزب "أخوة إيطاليا" مستعد للسيطرة على الثلاثي، كما تستعد زعيمته جيورجيا ميلوني لتولي منصب رئيس الوزراء.
وأوضح أن الليبراليون يرتجفون خوفا من هذا الحزب الذي له جذور في الفاشية الجديدة.
ومضى يقول: في خطاباتها، تهاجم ميلوني بشدة المهاجرين غير الشرعيين.
وأردف: لقد أخبرت المحافظين الأمريكيين في وقت سابق من هذا العام أن هوية بلادها بأكملها تتعرض للهجوم، واتهمت الاتحاد الأوروبي بالتواطؤ في عملية استبدال عرقي.
تحول الميزان الأوروبي
وأوضح أن نجاح حزب الديمقراطيين في أن يكونوا ثاني أكبر حزب في السويد مؤخرا، وحصول مارين لوبان في فرنسا على 41% من الأصوات في سباقها ضد إيمانويل ماكرون في أبريل، بمثابة علامات على تحول قوي في الميزان الأوروبي نحو اليمين المتشدد القومي.
وأردف: سئم الناخبون من إخفاقات الأحزاب القائمة، وهم يتغاضون عن الأشخاص غير المختبرين.
ومضى يقول: الليبراليون ليسوا وحدهم الذين يقلقون. يخشى المصرفيون من أن ميلوني سوف تتشابك مع الاتحاد الأوروبي، وتبطيء وتيرة الإصلاح وستفقد السيطرة على أكوام الديون في إيطالي.
مشكلات داخل الائتلاف اليميني
ونبه إلى أن حزب "أخوة إيطاليا" ليس لديه خبرة في الحكم، كما أن ائتلافه الانتخابي مع حزبين يقودهما رجلان غير جديرين بالثقة ولديهما سجل صعب في العلاقات مع بروكسل.
وأضاف: الرجلان لديهما أيضا الكثير من الأسباب للاشتباك مع ميلوني، التي ستكون سرقت تاجًا يعتقد كل منهما بأحقيته فيه.
وتابع: في بلد كان لديه 30 رئيس وزراء وأكثر من ضعف هذا العدد من الحكومات منذ عام 1946، هذه ليست وصفة للاستقرار.
دور مقيد
مع ذلك، لا يجب على الاتحاد الأوروبي القلق، لأن إيطاليا في الحقيقة مقيدة بعدة طرق، ليس أقلها الأدوار التي يلعبها رئيسها المنتخب بشكل غير مباشر ورئيس محكمتها الدستورية، وهما من الوسطيين بشكل لا تشوبه شائبة.
وأردف: صحيح أن ميلوني، مثل سالفيني، تحدثت في الماضي عن إلغاء اليورو أو حتى ترك الكتلة نفسها. لكن كلاهما أدرك أن عضوية الاتحاد الأوروبي تحظى بشعبية في إيطاليا، حيث يدعم 71% من الناس عضوية الاتحاد.
وتابع: كما ألزمت ميلوني نفسها بالفعل باتباع خطة الإصلاح التي وضعها أسلافها ووافقت عليها المفوضية الأوروبية، والتي تأتي بـ200 مليار يورو أو نحو ذلك من أموال التعافي من الجائحة.
وأردف:هناك ميزة إضافية لا جدال فيها لرئيسة وزراء إيطاليا الجديدة المحتملة. على عكس سالفيني وبيرلسكوني، أو لوبان وفيكتور أوربان رئيس وزراء المجر، فإن ميلوني ليست من المعجبين بفلاديمير بوتين. منذ غزو أوكرانيا، كانت صوتًا ثابتًا وقويًا في دعم أوكرانيا وحلف شمال الأطلسي.