بيني وبين يوم الوطن يوم واحد، سبقني هو واختار الثالث والعشرين من سبتمبر، أما أنا فاخترت الخامس والعشرين منه.
ولدت على أرضه وعشقت هواء الرياض وتعلق قلبي بشوارعها وأماكنها حتى باتت الغربة عنها كالاختناق وانقطاع الأكسجين عن رئتي.
كتبت نصّاً غزليّاً بالرياض، وكتبت نصاً ثانياً وأنا مُنكسرة بعيدةً كُل البعد عنها، وكان بين الأول والثاني مئات النصوص عن الرياض.
فهمت تمامًا رابط الحب، الذي جمعني مع المملكة العربية السعودية، والرياض تحديداً.. إنه شهر سبتمبر، شهر مولدي.
فهمت لِمَ أُحب نجد في الشتاء وأيقونتها الدرعية، ولِمَ أحرص على صُحبة والدي كلما ذهب للديرة وسوق الزل، والمعيقلية، وحصن المصمك، والجامع الكبير (جامع الإمام تركي بن عبدالله)، وساعة الرياض التي يقول عنها والدي أنها شاهدة على مراحل تطور الرياض، ولِمَ ألتقط مئات الصور لطريق الملك فهد، والفيصلية، والمملكة من دون كلل أو ملل.
فهمت حب البَرّ، وأكبر إنجازات يوم العطلة حين نذهب للعمارية والجبيلة والعيينة نزهة سريعة، أو عندما يصطحبني والدي في أسفار عمله إلى المنطقة الشرقية أو الغربية، أو عندما اصطحبنا ذات شتاء زوج خالتي أم أيمن (الموسى) إلى سدير والمجمعة وما بينهما من مدن وبلدات، أو متعة السفر براً إلى نفود حائل/الجوف الذهبية، والكثير الكثير لا حصر لها بكلمات قلم، وإنما بذكريات محفورة.
فهمت أكثر حينما سمعت أمي (يرحمها الله) تطلب من أبي أن يكون سعيه علينا من هذه الأرض وألا يفكر في غيرها، حتى عندما بدأ المرض يأكل جسمها أوصته ألا يدفنها إلا في هذا التراب على التوحيد والسنة.
وفهمت أكثر عندما تغربت عن الوطن، الذي أحفظ كل حيٍّ من أحيائه عن ظهر قلب إلى وطن ليس لديَّ أيّة قصة معه.. فقصة حُبي في الرياض تختلف!
أول خطوة.. وأول كلمة، أول فرحة.. وأول حُزن، كلها كانت على أرض هذا الوطن، وطن المرات الأولى..
فهذا النص ليس ليوم مولدي، هذا النص أهديه لوطني المملكة العربية السعودية، وقلبي الرياض.. رياض نجد.
أهديه لسبتمبر.
@nanomomen