يرتبط البلدان بعلاقات تاريخية وثيقة حيث نشأت العلاقات بين المملكة وجمهورية ألمانيا الاتحادية منذ العام 1929، عندما وقع الملك عبدالعزيز-رحمه الله- اتفاقية الصداقة بين البلدين، وفي العام 1938 عين د. جروبا السفير الألماني في بغداد أول ممثل لألمانيا غير مقيم في المملكة، وبعد أن استعادت جمهورية ألمانيا الاتحادية سيادتها بعد الحرب العالمية الثانية قررت المملكة إعادة العلاقات معها، وكان ذلك في العام 1954.
ويحرص البلدين على تطوير العلاقات الثنائية بين المملكة وألمانيا في المجالات كافة، وتعزيز فرص التعاون بين البلدين بما يخدم مصالحهما المشتركة، ويدعم جهود المملكة لتحقيق أهداف رؤية 2030 وبرامجها التنفيذية.
بحث جوانب التعاون الاقتصادي بشكل منتظم منذ عام 1989
وتُبحث جوانب التعاون الاقتصادي بين المملكة وألمانيا كافة بشكل منتظم من خلال اجتماعات اللجنة الاقتصادية السعودية - الألمانية المشتركة التي تأسست في العام 1989، ويرأسها من الجانب السعودي معالي وزير المالية ومن الجانب الألماني وزير الاقتصاد، وتعقد اللجنة اجتماعات دورية في عاصمتي البلدين، وتتمثل مهامها الرئيسية في تشجيع الشركات في القطاعين العام والخاص على التعاون المشترك في مجالات التجارة والاستثمار.
اقتصاد المملكة الأكبر على مستوى الشرق الأوسط واقتصاد ألمانيا الأكبر أوروبيًا
ويعقد البلدان دورياً منتدى الأعمال السعودي – الألماني، والذي يهدف إلى تقوية وزيادة التبادل التجاري؛ إذ يعد اقتصاد المملكة الأكبر على مستوى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وكذلك الحال لاقتصاد ألمانيا حيث يعد اقتصادها الأكبر في الاتحاد الأوروبي، كما أن البلدين عضوان مؤثران في مجموعة العشرين.
تستضيف "مدن" 4 مصانع لمستثمرين ألمان مع شركاء سعوديين
وتستضيف الهيئة السعودية للمدن الصناعية "مدن" مصانع لمستثمرين ألمان مع شركاء سعوديين، ويصل عددها اليوم إلى 4 مصانع تتوزع بين المدينة الصناعية الثانية بالرياض، والثانية بالدمام، والصناعية الأولى في جدة، وتعمل هذه المصانع في مجالات متنوعة، مثل: صناعة المنتجات النفطية، والصناعات مواد العناية الشخصية، وغيرها.
وتوجد عدداً من الاستثمارات الألمانية في مدن الهيئة الملكية للجبيل وينبع عبر نحو 8 شركات، وتتراوح نسبة الشراكة السعودية في تلك الشركات ما بين 30% إلى 78%، ويبلغ مجموع الاستثمارات فيها ما يقارب 310 ملايين دولار، كما تبلغ مساهمة الصندوق الصناعي في تمويل المشروعات المشتركة مع ألمانيا ما قيمته مليار و105 ملايين دولار لعدد 22 مشروعاً.
وسجلت صادرات المملكة إلى ألمانيا في العام 2021 ارتفاعاً بنسبة 19.9% على أساس سنوي، إذ بلغت نحو 108 مليون دولار من الصادرات النفطية، و430 مليون دولار من الصادرات غير النفطية، كما سجلت واردات المملكة من ألمانيا لعام 2021 ارتفاعاً بنسبة 4.6% مقارنة بالعام السابق، وبلغت نحو 7.491 مليون دولار، ويعود ذلك إلى عودة الأنشطة الاقتصادية.
تصدر المملكة نحو 255 مليون دولار من البتروكيماويات إلى ألمانيا
وتصدر المملكة نحو 255 مليون دولار من البتروكيماويات إلى ألمانيا، وتعد المواد البتروكيميائية والأسمدة الصناعية من أهم الصادرات السعودية إلى ألمانيا، وتشكل حوالي 25% من قيمة الصادرات السعودية إلى ألمانيا، فيما تقدر قيمة واردات ألمانيا الإجمالية من البتروكيماويات نحو 54 مليار دولار، وتعمل المملكة على تطوير سعات البتروكيماويات محلياً وعالمياً لكامل سلسلة القيمة متضمنة البتروكيماويات الأساسية والوسيطة والتحويلية والمتخصصة.
وتخطى إجمالي الواردات الدوائية للمملكة من ألمانيا في العام الماضي 2021 قرابة 700 مليون دولار وتتركز في مجالات الأدوية، اللقاحات والأمصال، والأدوات والأجهزة الطبية، وتعد شركة (ميرك سورتو) ثالث أكبر شركة ألمانية تستثمر في المملكة، وهي مختصة بالصناعات الدوائية، وقد افتتحت مكتباً لها في جدة بالعام 2011، وتعمل في المملكة أكبر مجموعة من المستشفيات الخاصة (مجموعة مستشفيات السعودي الألماني) بأكثر من 11 منشأة و8 آلاف موظف وتعالج في كل عام ما يزيد على مليوني مريض.
ووقعت المملكة وألمانيا في مارس 2021، مذكرة تعاون في مجال الهيدروجين، وتم تفعيل بنود المذكرة من خلال خارطة طريق قائمة على ثلاث محاور رئيسة، هي: السياسات، والتقنيات، والأعمال، ويعمل المختصون من الجانبين على تحديد أوجه التعاون لتطوير التقنيات فيما يتعلق بإنتاج الهيدروجين النظيف وتخزينه، وتبادل الخبرات والتجارب لتطبيق أفضل الممارسات في مجال مشروعات الهيدروجين.
وتسعى المملكة للاستفادة من تجربة ألمانيا في الوصول للمركز التاسع عالميًا في مقياس (Global AI Index)، لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي في خدمة منظومة الطاقة، مثل: زيادة كفاءة أنظمة الطاقة والمساعدة في تقليل الانبعاثات، وكذلك الاستفادة من التجارب الألمانية في كونها المركز العاشر في سلم الابتكار العالمي والثامن في سلم الابتكار العالمي للطاقة.
يدرس في الجامعات والمستشفيات بألمانيا 671 طالباً سعودياً
ويدرس في الجامعات والمستشفيات والمعاهد المتخصصة بألمانيا 671 طالباً سعودياً، غالبيتهم طلبة مبتعثون أو موظفون مبتعثون، منهم 404 طالباً و267 طالبة، معظمهم يدرسون في المجال الصحي والعلوم الطبية والخدمات الطبية الأخرى، إضافة إلى دارسين في مجالات الهندسة والحرف الهندسية، والأعمال التجارية والإدارة، وتقنية الاتصالات والمعلومات، والتعليم.
و بين أوجه التعاون المختلفة بين البلدين، يعد مستشفى شاريتيه المرموق في مدينة برلين مثالاً نموذجيا على التعاون الألماني - السعودي في مجال التأهيل الطبي المتخصص للأطباء السعوديين، كما يوجد لدى معهد جوته - المركز الثقافي الألماني- عدد قياسي من الطلاب السعوديين الذين يتعلمون اللغة الألمانية.