يشهد القطاع الصحي في المملكة تقدمًا ملحوظًا وتطورًا طبيًا في عدة مستويات، وفقًا لتأكيدات المختصين الذين أشاروا إلى توالي النجاحات من حيث تزايد كليات الطب واستخدامات الذكاء الاصطناعي وتميز المملكة في فصل التوائم، وغيرها من الإنجازات على الأصعدة الصحية كافة.
وقالت استشاري الأمراض المعدية في الإدارة العامة لمكافحة الأمراض المعدية بوزارة الصحة، د. سناء الرحيلي، إن المجال الطبي السعودي يشهد تطورًا هائلًا في العنصر البشري المدرب وفق أحدث الأساليب، مع توفير التقنيات الطبية التي تواكب كل جديد.
فصل التوائم الملتصقة
وأشارت "الرحيلي" إلى أن المملكة اشتهرت بالتقدم عالميًا في عمليات فصل التوائم الملتصقة، وهي من أصعب العمليات الجراحية، ووصل عدد العمليات التي تم إجرائها لأكثر من 45 عملية لأطفال من دول مختلفة.
وأوضحت "الرحيلي" أن للذكاء الاصطناعي عدة إمكانات في التطبيقات الصحية، مثل التشخيص والعلاج والوقاية من الأمراض، كما يمكن استخدامه لتحسين كفاءة اتخاذ القرارات السريرية، وإضفاء الطابع الشخصي على الطب.
وتسعى الاستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي إلى تحقيق الاستفادة القصوى من البيانات والذكاء الاصطناعي عبر دعم تطبيقاتها في جميع القطاعات ذات الصلة، خاصة مع تميزها بإمكانات فريدة والقدرة على جمع البيانات ومعالجتها وإعطاء نتائج واضحة.
كما تركز على إعطاء الأولوية لتطبيق حلول التكنولوجيا الصحيّة التي توظّف الذكاء الاصطناعي في مسارات العمل الصحي.
تطور تاريخي وريادة في الحاضر والمستقبل
قال استشاري الأمراض المعدية د. عليان آل عليان، إن النهضة والتطور في القطاع الصحي السعودي لم يكن وليد هذه اللحظة، بل هو حصيلة اهتمام حكام المملكة، ابتداءً من مؤسس الدولة الملك عبد العزيز آل سعود، بإنشاء مصلحة الصحة العامة عام 1925م.
وأكد "آل عليان" أن القطاع الصحي في المملكة أصبح رائدًا عالميًا، والإشادة العالمية للمملكة خلال جائحة كورونا كانت أكبر دليل على ذلك.
والقصة بدأت من السعي المتواصل في بناء مجتمع صحي معتمد اعتمادًا كليًا على شباب هذا الوطن فتم تمكين الخريجين بالالتحاق بالبعثات الخارجية والاستفادة من الخبرات المكتسبة هناك ومن ثم نقل التجارب والاستفادة منها هنا.
وأشار استشاري الأمراض المعدية إلى أن كل هذا الفكر ساعد في أن تصبح المملكة الآن أحد أهم المراكز المعتمدة في تدريس وتدريب، وتخريج العديد من الأطباء في جميع التخصصات الطبية الصحية.
طفرة في المستوى التعليمي والتدريبي
أوضح الأستاذ المساعد واستشاري طب الأسرة والطب المهني بجامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل، د. حاتم القحطاني، أن التعليم الطبي في السعودية وصل لدرجة يُحتذى بها بفضل مستوى التعليم الطبي وعدد كليات الطب، الذي تجاوز 34 كلية بين الحكومية والخاصة.
وإضافة إلى ذلك تطور مستوى التدريب الطبي لكافة التخصصات العامة والزمالات الطبية الدقيقة، والتي تساهم بها الكليات الطبية بالجامعات السعودية والهيئة السعودية للتخصصات الصحية والأكاديميات الطبية بالمستشفيات في أكثر من 28 تخصص متقدم في الطب والجراحة.
دعم متواصل للقطاع الطبي في السعودية
قالت استشاري طب الأسرة والأستاذ المشارك بجامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل، د. ملاك الشمري، إن النجاحات المتواصلة في مجال الطبي والجراحة في المملكة ما هو إلا نتاج الدعم الذي حظي به القطاع الصحي من خلال برامج ومشاريع التحول الوطني، مواكبة بذلك أفضل وأعرق نظم الرعاية الصحية العالمية.
وأضافت "الشمري": "لا يخفى أيضًا الدور الفعال في تسخير الذكاء الاصطناعي وكافة تطبيقاته في مجال الرعاية الصحية، ومن ذلك استخدام الروبوتات في العمليات المعقدة وتطبيق الذكاء الاصطناعي في تدريب الأطباء المقيمين والأخصائيين في بيئة تحاكي الواقع وترفع من مستوى أداء الطبيب السعودي وتقلل من نسبة الأخطاء البشرية.