دعت حركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح» جماهير الشعب الفلسطيني إلى النفير العام، والتصدي لاقتحامات الجماعات اليهودية المتطرفة والمستوطنين للمسجد الأقصى المبارك، وباحاته، ومنعهم من أداء صلواتهم «التلمودية»، والنفخ بالبوق، وتقديم القرابين، ومسيراتهم الاستفزازيّة، خلال «الأعياد اليهودية». بحسب ما أوردت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا».
وأكدت حركة «فتح»، في بيان صدر عن مفوضية الإعلام والثقافة والتعبئة الفكريّة، أمس الأحد، أن اقتحامات الجماعات اليهودية المتطرفة والمستوطنين تأتي ضمن محاولات التهويد للمدينة المقدسة؛ عبر الاستباحة الدائمة للمسجد الأقصى وباحاته، وممارسة الطقوس «التلمودية»، والاعتداء على المرابطين فيه؛ وذلك بالتواطؤ مع حكومة الاحتلال المترفة وشرطته وجيشه.
وبيَّنت أن المسجد الأقصى وباحاته هو حق خالص للفلسطينيين، مؤكدة أهمية قضية القدس، التي كانت حاضرة في خطاب الرئيس محمود عباس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بدورتها الـ77، باعتبارها العاصمة الأبدية للدولة الفلسطينية المستقلة.
اقتحامات المستوطنين
وفي السياق، قال مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين، إن اقتحامات المستوطنين المتكررة لباحات المسجد الأقصى المبارك هي محاولات لخلق واقع جديد، وتغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد.
وأكد الشيخ حسين، أمس، أن المسجد الأقصى، حق خالص للمسلمين وحدهم، ولا يحق لليهود ولا غيرهم أن يقوموا بتأدية أي شعائر تخُّصهم في رحابه.
وطالب بضرورة أن يكون هناك موقف واضح وموحَّد للعرب والمسلمين للتدخل لوقف هذا العدوان بحق الأقصى والمقدسات، مؤكدًا صمود ورباط أبناء الشعب الفلسطيني بشتى الوسائل.
أطماع استعمارية
من جهتها قالت وزارة الخارجية الفلسطينية، إن دولة الاحتلال اعتادت على تحويل مناسبة الأعياد اليهودية إلى فرص لتحقيق أطماعها الاستعمارية التوسعية العنصرية. بحسب ما نقلت الوكالة الفلسطينية. وأدانت الخارجية في بيان صحفي، أمس، اقتحام ميليشيات المستوطنين وعناصرهم ومنظماتهم الإرهابية للمسجد الأقصى المبارك بحماية شرطة الاحتلال، وتأديتهم رقصات استفزازية وإطلاقهم شعارات وأغاني توراتية داخل باحات المسجد الأقصى، وقيامهم بإضاءة أسوار القدس برسوم توراتية، كما أدانت الدعوات التي أطلقتها المنظمات الاستيطانية لتنفيذ اقتحامات واسعة لباحات الأقصى بالتزامن مع الأعياد اليهودية، ودعوتهم لنفخ البوق وارتداء ملابس كهنوتية وأداء طقوس تلمودية.
واعتبرت أن ما يتعرض له المسجد الأقصى يفضح نوايا الاحتلال الرامية لفرض السيادة الإسرائيلية على المسجد وتعميق تقسيمه زمانيًّا على طريق تقسيمه مكانيًّا كجزء لا يتجزأ من عمليات تهويد القدس وتكريس ضمّها لدولة الاحتلال وفصلها تمامًا عن محيطها الفلسطيني، واستهدافها المتواصل لهويتها الحضارية ومقدساتها المسيحية والإسلامية عبر فرض إجراءات وتدابير استعمارية لتغيير الواقع التاريخي والقانوني والديموغرافي فيها.
جرائم متكررة
وحمَّلت الخارجية الفلسطينية الحكومة الإسرائيلية الكاملة والمباشرة عن هذه الجرائم المتكررة المتصاعدة ونتائجها، واعتبرتها تحديًا لمشاعر المسلمين وجرًّا للمنطقة نحو مربعات الانفجار الكبير، من خلال محاولاتها لإخفاء الطابع السياسي للصراع واستبداله بالطابع الديني.
وأكدت أن تجاهل المجتمع الدولي لما يتعرض له الفلسطيني ومقدساته، يجعل شعبنا ضحية ليس فقط للاحتلال وإجراءاته إنما أيضًا ضحية لازدواجية معايير باتت تسيطر على المجتمع الدولي.
وشددت وزارة الخارجية على أن الاحتلال لن يتمكن من تحقيق أهدافه، ولن ينجح في طمس الهوية العربية الفلسطينية للقدس ومقدساتها بفعل صمود المقدسيين.
إضراب السجناء
من جهة أخرى، بدأ 30 معتقلا في سجون الاحتلال الإسرائيلي، أمس، إضرابًا مفتوحًا عن الطعام، رفضًا لاستمرار اعتقالهم الإداري. وكان المعتقلون الإداريون قد وجّهوا رسالة قبل عدة أيام، أكدوا فيها أن مواجهة الاعتقال الإداري مستمرة، وأن ممارسات إدارة سجون الاحتلال «لم يعُد يحكمها الهوس الأمني كمحرك فعليّ لدى أجهزة الاحتلال، بل باتت انتقامًا من ماضيهم».
يُذكر أنّ هذه الخطوة تأتي في ظل استمرار الاحتلال في تصعيده عمليات الاعتقال الإداريّ، واتساع دائرة الاستهداف، حيث تجاوز عدد المعتقلين الإداريين في سجون الاحتلال 760 معتقلا إداريا بينهم أطفال ونساء، وكبار في السّن، ومرضى، علمًا بأنّ 80% من المعتقلين الإداريين هم أسرى سابقون أمضوا سنوات في سجون الاحتلال، وجُل عمليات الاعتقال التي تعرضوا لها كانت اعتقالات إداريّة.