أكدت صحيفة «فينانشال تايمز» البريطانية أن إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التعبئة الجزئية لـ300 ألف جندي احتياطي، يشير إلى تقلص مساحة المناورة أمامه في الداخل وبساحة المعركة في أوكرانيا.
وبحسب تقرير للصحيفة، فإن حديثه عن الاستعداد لاستخدام الأسلحة النووية يهدف إلى إجبار أوكرانيا وحلفائها الغربيين على قبول مكاسب روسيا في الصراع.
استفتاءات متسرعة
تابع: من المفترض أن يؤدي إجراء استفتاءات متسرعة بالمناطق المحتلة في نهاية هذا الأسبوع، إلى وضع حد لا يجب على أوكرانيا والغرب تجاوزه.
وأضاف: من خلال ضم أجزاء كبيرة من جنوب وشرق أوكرانيا فعليًا، يريد بوتين ثني كييف وحلفائها الغربيين عن مهاجمة ما يعتبره الكرملين الآن أرضًا روسية، مما يمهد الطريق للتعبئة الكاملة أو حتى الصراع النووي.
وأشار إلى أن تصعيد بوتين هو مقامرة تؤكد تقلص مساحة المناورة لديه في ساحة المعركة في أوكرانيا ومحليًا في روسيا.
خيارات أقل
ونقل عن كونستانتين مالوفييف، رجل الأعمال الروسي القومي، في مقابلة، قوله: يجب أن يصلي العالم كله من أجل انتصار روسيا، لأن هناك طريقتين فقط يمكن أن ينتهي بها الأمر، إما أن تفوز روسيا، أو يوم قيامة نووي.
وأضاف مالوفييف: إذا لم ننتصر، فسنضطر إلى استخدام الأسلحة النووية، لأننا لا نستطيع أن نخسر، هل يعتقد أي شخص حقاً أن روسيا ستقبل بالهزيمة ولن تستخدم ترسانتها النووية؟
ونقل عن روب لي، الزميل في معهد أبحاث السياسة الخارجية، قوله: بوتين في موقف دفاعي بعد خسارة آلاف الكيلومترات المربعة من الأراضي لصالح أوكرانيا في الأسابيع الأخيرة، إعلان التعبئة هو محاولة لتغيير الحسابات في وقت يكون فيه لموسكو خيارات أقل.
وتابع لي: من خلال إعلان المناطق التي استولى عليها كأراض روسية، ربما يأمل بوتين أن يتمكن من وقف تقدم أوكرانيا وردع رغبة الغرب في إرسال المزيد من الأسلحة.
مقامرة روسية
نقل التقرير عن صمويل شاراب، كبير علماء السياسة في مؤسسة راند، قوله: من غير المرجح أن تؤتي مقامرة روسيا ثمارها، لا أعتقد أن بوتين يستوعب بالكامل عواقب ذلك.
ومضى التقرير يقول: يشكك العديد من المحللين أيضًا في أن التعبئة الجزئية سيكون لها تأثير سريع على ساحة المعركة، لأن الأمر قد يستغرق عدة أشهر لتدريب جنود الاحتياط وإنشاء وحدات جديدة مع القادة والدعم اللوجستي.
وأردف: وفقًا لمعهد دراسة الحرب، يوجد في الاحتياط الروسي 2 مليون من المجندين السابقين والجنود المتعاقدين، لكن القليل منهم مدربون بنشاط أو على استعداد للقتال.
