حذرت صحيفة «ذي هيل» الأمريكية من أن تكون النتائج الإيجابية التي تحققها القوات الأوكرانية في مواجهة العدوان الروسي مجرد ربيع أمل كاذب.
وبحسب مقال لـ«رونالد ماركس»، الضابط السابق في المخابرات المركزية الأمريكية: في السهول المرتفعة بغرب الولايات المتحدة، هناك ظاهرة شتوية تسمى «الربيع الكاذب»، عندما ينجرف الطقس الدافئ في الجنوب إلى الشمال لفترة وجيزة، بما يعني راحة لطيفة للسكان المحليين من برد الشتاء.
أمل كاذب
وتابع الكاتب بالقول: بعد ذلك، يأتي الشتاء مجددًا، أخشى أن هذا ما نواجهه في أوكرانيا هو ربيع أمل كاذب.
وأضاف: أمضيت 4 عقود من حياتي في الأمن القومي والاستخبارات، ودائمًا ما أحذر أصدقائي من التحيز المميت الذي يعكس الرغبة فيما تريد أن تكون عليه الأشياء.
ومضى يقول: ما يتردد عن انهيار روسيا ورحيل بوتين تنبعث منه رائحة أسلحة الدمار الشامل التي تم الزعم بامتلاك صدام حسين لها.
وأردف: بناء على هذه التحيزات، ذهبنا إلى الحرب، لم نعثر على أسلحة، وأعقب ذلك أكثر من 7 سنوات من الحرب، ما أدى إلى مقتل 4000 أمريكي وعشرات الآلاف من العراقيين.
واستطرد: على الرغم من الانتصارات الأوكرانية المشجعة مؤخرًا، أعتقد أن هذه حرب يخسرها بوتين.
بوتين لا يحب الخسارة
وأردف: بناءً على عقدين من متابعته له، فإن بوتين لا يحب أن يخسر، هذا رجل يحب أن يروي حكاية طفولته، حيث حاصر فأرًا وقفز فوقه، يبحث بوتين الآن عن طرق للقفز فوق أعدائه،في رأيي، بوتين الآن في أخطر حالاته.
وتابع: داخليًا، يبدو بوتين محاصرًا، يبدو أن ظهوره العلني يبين أنه يعاني من اعتلال صحي محتمل.
وأوضح أنه يجري إلقاء اللوم على الجنرالات غير الأكفاء ومسؤولي الاستخبارات المتعثرين علنًا في المشكلات الحالية.
ومضى يقول: انتشر على الإنترنت تقرير حديث عن محاولة هجوم محتملة على سيارة ليموزين بوتين، لكن هل هو مجرد ربيع كاذب؟
وأردف: من واقع خبرتي، فإن الحكم على صحة القائد من مسافات طويلة هو مهمة خرقاء.
سلاح سياسي
ويقول الكاتب: أما بالنسبة للعقوبات الاقتصادية، فهي لم تنجح حقًا لأن الصين لا تزال مشتر للنفط وبائعًا محتملاً للمواد الحربية إلى روسيا.
وأردف: لقد أضر إحياء الناتو ببوتين في أوروبا سياسيًا، لكنه من المرجح أن يستخدم النفط والغاز كسلاح هذا الشتاء عن طريق قطع الإمدادات عن الدول الأوروبية التي تحتاجها.
وأضاف: في ساحة المعركة، لا يزال بوتين يسيطر على خمس مساحة أوكرانيا، وستكون استعادة أوكرانيا لها عملية مكلفة وطويلة ومليئة بالإصابات.
واستطرد: أما بالنسبة للمعارضة الجادة لبوتين والأمل في ثورة داخلية والإطاحة به، ففي الواقع، فإن احتجاجات الشوارع يتم إخمادها بسرعة، هناك نفحة من الدخان، لكن بالتأكيد لا توجد نار.
واختتم بقوله: لن يتم كسب الحرب في أوكرانيا بالتفاؤل وحده ولا بالرغبة في رؤية الحقائق كما نريدها أن تكون، نحن في ربيع كاذب، وأنا أخشى أن الشتاء قادم.