أظهرت النتائج الأولية فوز جورجيا ميلوني، زعيمة اليمين المتطرف، بالانتخابات العامة في إيطاليا، وفي حال تأكيد النتائج الرسمية لذلك ستصبح "ميلوني" أول امرأة تتولى منصب رئيس الوزراء في تاريخ البلاد.
بناء على ذلك ستبدأ ميلوني بتشكيل حكومة ائتلافية تقود البلاد، ويغلب عليها الساسة اليمينيون، وستكون أكثر حكومة متطرفة في تاريخ البلاد، منذ عهد بينيتو موسوليني في نهاية الحرب العالمية الثانية.
من هي جورجيا ميلوني؟
وُلدت جورجيا ميلوني عام 1977 ونشأت في حي يغلب عليه التوجه اليساري، بالعاصمة روما، وبعدما بلغت عامها الـ15 انضمت إلى جبهة الشباب في الحركة الاجتماعية الإيطالية MSI عام 1992، وهي الجبهة التي أنشأها أنصار الديكتاتور الفاشي بينيتو موسوليني، في عام 1946، حسبما نشرت وكالة رويترز.
انتُخبت ميلوني في مجلس النواب بالبرلمان الإيطالي عام 2006، وتولت وزارة الشباب والرياضة عام 2008، لتصبح بذلك أصغر وزيرة في إيطاليا عندما كان عمرها 31 عامًا، وبعدها بـ4 أعوام شكَّلت حزبها الخاص "إخوان إيطاليا" عام 2012، وفازت بنسبة 4% فقط من الأصوات في الانتخابات الأخيرة عام 2018.
سياساتها مثيرة للقلق
رغم أن ميلوني سعت في أكثر من مناسبة فيه إلى طمأنة حلفاء إيطاليا الغربيين، مثل دعمها بقوة للخط المؤيد لأوكرانيا، فإن سياساتها الاجتماعية المحافظة المتشددة تثير قلق الكثيرين.
يرى كثيرون أن ميلوني تشكل خطرًا على الاتحاد الأوروبي لتبنيها سياسات متشددة، وتميل إلى أن تصبح أوروبا أممًا وليس اتحادًا كما هو عليه الحال الآن، وفقًا لـBBC.
إضافة إلى ذلك فإنها تتصرف بعدائية مع قضايا الهجرة الجماعية واللجوء، لدرجة أنها دعت قبل ذلك إلى فرض حصار بحري على ليبيا لوقف قوارب المهاجرين المتدفقة من هناك.
اليمين المتطرف والفاشية
في مقابلة مع رويترز الشهر الماضي، رفضت "ميلوني" أي إشارة إلى أن حزبها كان يشعر بالحنين إلى الحقبة الفاشية، ونأت بنفسها عن التعليقات التي أدلت بها عندما كانت مراهقة تشيد بموسوليني، حليف الزعيم النازي أدولف هتلر في الحرب العالمية الثانية، ووصفتها بأنه "سياسي جيد"، وعلقت على ذلك دون الخوض في التفاصيل: "من الواضح أن لدي رأي مختلف الآن".
تقارن ميلوني حزبها بالحزب الجمهوري الأمريكي وحزب المحافظين البريطاني، حيث الوطنية والقيم العائلية المتأصلة، فيما تنتظر دول أوروبا خاصة والعالم عامة ما ستحمله الأيام المقبلة عند تولي ميلوني مقاليد حكم إيطاليا، ثالث أكبر اقتصادات أوروبا.