تحل اليوم ذكرى صدور الأمر السامي لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - في 26 سبتمبر 2017، أمرا ساميا بالسماح بإصدار رخص قيادة للسيارات للنساء في السعودية.
وتضمن الأمر السامي اعتماد تطبيق أحكام نظام المرور ولائحته التنفيذية في المملكة، بما فيها إصدار رخص القيادة، على الذكور والإناث، على حد سواء.
الأمر السامي بقيادة المرأة للسيارة
جاء الأمر السامي الذي وجهه خادم الحرمين الشريفين، لوزير الداخلية، بتشكيل لجنة على مستوى عال من وزارات "الداخلية، والمالية، والعمل والتنمية الاجتماعية" لدراسة الترتيبات اللازمة لإنفاذ ذلك، وترفع اللجنة توصياتها خلال شهر، على أن يكون التنفيذ اعتبارا من العاشر من شهر رمضان من العام الهجري 1439هـ، ووفق الضوابط الشرعية والنظامية المعتمدة.
وأشار خادم الحرمين الشريفين، إلى ما يترتب من سلبيات من عدم السماح للمرأة بقيادة المركبة، والإيجابيات المتوخاة من السماح لها بذلك، مع مراعاة تطبيق الضوابط الشرعية اللازمة والتقيد بها.
ولفت إلى ما رآه أغلبية أعضاء هيئة كبار العلماء بشأن قيادة المرأة للمركبة من أن الحكم الشرعي في ذلك هو من حيث الأصل الإباحة، وأن مرئيات من تحفظ عليه تنصب على اعتبارات تتعلق بسد الذرائع المحتملة التي لا تصل إلى يقين ولا غلبة ظن، وأنهم لا يرون مانعا من السماح لها بقيادة المركبة في ظل إيجاد الضمانات الشرعية والنظامية اللازمة لتلافي تلك الذرائع ولو كانت في نطاق الاحتمال المشكوك فيه.
وقال: "ولكون الدولة هي بعون الله، حارسة القيم الشرعية فإنها تعتبر المحافظة عليها ورعايتها في قائمة أولوياتها سواء في هذا الأمر أو غيره، ولن تتوانى في اتخاذ كل ما من شأنه الحفاظ على أمن المجتمع وسلامته".
وبعد صدور القرار بالسماح للمرأة بقيادة السيارة، علق حساب هيئة كبار العلماء السعودية، عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، عن الشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز "الذي يتوخى مصلحة بلاده وشعبه في ضوء ما تقرره الشريعة الإسلامية"، وحظي القرار بموافقة أغلبية هيئة كبار العلماء في السعودية.
وفي 24 يونيو 2018، بدء تطبيق الأمر الملكي بتمكين المرأة من قيادة السيارة في المملكة.
تدريب وتطوير مهارات قيادة السيارة
أعقب صدور القرار السامي بدء المدرسة السعودية للقيادة، المدرسة الأولى التي تتولى تدريب السيدات على القيادة الآمنة في منطقة الرياض، بالاستعداد والترتيب لليوم التاريخي، بالتعاون مع جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن؛ دعما منها للقرار الحكيم، وإسهاما في خدمة نساء الوطن.
وتمكنت المدرسة، أحد أكبر مدارس التدريب لإعداد المدربات على قيادة السيارات في المملكة، في الشهور الأولى من تدريب حوالي 5 آلاف متدربة.
وأنشئت مدارس تطوير لتعليم قيادة المركبات لخدمة المرأة في مجال التدريب للحصول على رخصة قيادة المركبة، من خلال عقد شراكة إنشاء مدارس تطوير لتعليم قيادة المركبات بين الإدارة العامة للمرور وشركة تطوير التعليم القابضة في 8 مناطق حول المملكة.
قيادة المرأة للسيارة في أرقام
منذ بدء تطبيق الأمر الملكي وحتى 20 يناير من 2020 بلغ إجمالي رخص القيادة الصادرة للمرأة في المملكة 174 ألفا و624 رخصة قيادة، منها 84.8% سعوديات حاصلات على رخصة قيادة كما شكلت الرياض ومكة المكرمة والشرقية أكبر نسبة من التراخيص إذ بلغت 90% من إجمالي الرخص الصادرة للسعوديات.
وفي 20 رمضان 1439هـ بدأت الإدارة العامة للمرور باستبدال الرخص الدولية المعتمدة في المملكة برخص سعودية قبل موعد السماح بالقيادة للمرأة في 10 شوال 1439هـ الموافق 24 يونيو 2018، وذلك في عدة مواقع بمدن المملكة.
وبعد التأكد من صحة الرخصة التي تم تقديمها عبر "بوابة رخصة القيادة السعودية الإلكترونية" وتقييم مدى قدرة من يرغبن باستبدالها على القيادة من خلال إجراء اختبار عملي، تسلمت أول مجموعة من النساء رخص القيادة السعودية، وأعربن عن فرحهن وسرورهن بالحصول على الرخصة.