قالت مجلة «ناشيونال إنترست» الأمريكية إن أفغانستان تحت حكم طالبان باتت تشكل تهديدا للأمن العالمي مرة أخرى.
وبحسب مقال لـ«محمد أشرف حيدري»، سفير أفغانستان في سريلانكا، فإن قرار إدارة الرئيس جو بايدن بسحب القوات الأمريكية من أفغانستان قبل أكثر من عام، كان بمثابة خيانة لتطور الديمقراطية في البلد وإحباط معنويات قواتها الأمنية.
تراجع المكاسب
أشار إلى أن هذه القوات سرعان ما تفككت عندما استولت طالبان، بتوجيه من مستشارين عسكريين أجانب، وبدعم من مقاتلي القاعدة، على كابول وأطاحت بالجمهورية في 15 أغسطس 2021، في انتهاك صارخ لميثاق الأمم المتحدة.
وتابع: "منذ ذلك الحين، ظلت المكاسب التي تحققت بشق الأنفس للشعب الأفغاني تتراجع باستمرار".
وأضاف: "حظيت الذكرى السنوية الأخيرة لسقوط أفغانستان في أيدي طالبان بتغطية واسعة من قبل وسائل الإعلام الدولية باعتبارها حدثًا مأساويًا يمثل عودة البلاد السريعة إلى ما كانت عليه قبل 11 سبتمبر 2001".
وأردف: "عانت البلاد من هجرة الأدمغة على نطاق واسع، حيث فر الآلاف من المتعلمين الأفغان، بسبب مخاوف مبررة من الاضطهاد في ظل حكم طالبان القمعي".
واستطرد: "باعتبارها جماعة مسلحة مدعومة من الأمم المتحدة، فقد رفض العالم الاعتراف بحكومة طالبان وجمد احتياطيات أفغانستان من النقد الأجنبي".
انهيار المؤسسات
ومضى يقول: "بدون الموارد البشرية والمالية، انهارت مؤسسات الدولة في أفغانستان وباتت غير قادرة على تزويد مواطنيها بالخدمات الأساسية؛ مثل الرعاية الصحية والتعليم والمياه النظيفة والصرف الصحي، فضلاً عن الوقاية من الكوارث الطبيعية وإدارتها".
وتابع: "في الوقت نفسه، منعت طالبان النساء من العمل والفتيات من الحصول على التعليم، مما حرم المجتمع الأفغاني واقتصاده من مشاركة المرأة".
وأضاف: "بشكل مأساوي، مات عدد أكبر من الأفغان بسبب أعمال العنف المباشرة وغير المباشرة التي ارتكبتها حركة طالبان خلال العام الماضي أكثر من جميع السنوات السابقة".
تحديات متزايدة
يقول الكاتب: "في انتهاك كامل لقرارات مجلس الأمن الدولي المتعددة والتزاماتها بموجب اتفاقية الدوحة، آوت طالبان مجموعات إرهابية إقليمية وعالمية رئيسية، بما في ذلك تنظيم القاعدة، الجاني الرئيسي في هجمات 11 سبتمبر".
وتابع: "تنتج أفغانستان تحت حكم طالبان الآن أكبر حصة في العالم من المخدرات غير المشروعة، بما في ذلك الأفيون والهيروين والميثامفيتامين".
وبحسب الكاتب، تشكل هذه التحديات المتزايدة والمتشابكة للإرهاب والمخدرات والانهيار الاقتصادي والأزمة الإنسانية تهديدات كبيرة لأمن الوطن الأمريكي والاستقرار الإقليمي والسلام الدولي.
ودعا الأمم المتحدة، وخاصة الولايات المتحدة وحلفاؤها في الناتو، للمساعدة في إحياء عملية السلام في أفغانستان وتمكينها من التوصل إلى تسوية سياسية مستدام، لمنع وقوع جرائم أخرى كهجمات 11 سبتمبر.