@salehsheha1
إذا كنت من محبي مشاهدة الأفلام الهندية، فلا شك في أنك قد قمت بمشاهدة أكثر من مشهد يقومون فيه بحرق جثة الميت حتى تصير إلى رماد، والقيام بإلقاء هذا الرماد في أحد الأنهار.
فهذا بالفعل ما يقوم به أتباع الديانة الهندوكية (الهندوسية) على أرض الواقع، كما تشاهده على شاشات التليفزيون.
حيث يؤمن الهنادكة بأن الميت يتم تكريمه بحرق جثمانه، فيقومون بوضع الجثمان على عربة مغطاة بالزهور، وتقوم الخيول بجرها إلى المكان المخصص للحرق، ويكون الجثمان قد تم غسله بماء الورد، وتم لفه بثوب محاط بأطواق الورد، وحينما يصل الجثمان إلى مكان الحرق، يتم تغطيته بأغصان جافة لتسهيل عملية الاشتعال، وبعد أن تنتهي عملية الحرق يتم جمع ما تبقى من رماد في إناء، حتى يقوم أهله بنثره فيما بعد في نهر الغانج؛ لما لهذا النهر من قدسية عندهم.
أما ما لم تشاهده في الأفلام الهندية، فهو ما ذكره الأديب والمؤلف والرحالة السعودي «محمد بن ناصر العبودي» في كتاب له بعنوان (في غرب الهند، مشاهدات وأحاديث في شؤون المسلمين) حكى عن أحد الطوائف الهندية فارسية الأصل، مجوسية الديانة.
تقوم هذه الطائفة بعدم دفن الميت، كما يفعل المسلمون، ولا حرق الجثمان، كما يفعل الهنادكة، رغم أنهم أولى بالهنادكة بذلك، فالمجوس يعبدون النار كما نعلم.
تقوم بما هو أغرب من الحرق بالنار الذي كنا نتعجب منه، يقومون بوضعه في بئر بمكان خاص بهم، يُطلق عليه مقبرة البارسي أو الفارسي، فتأتي طيور جارحة قد اعتادت على ذلك، فتقضي على الجثمان، تمزقه وتنهشه، ولا تتركه إلا بعد أن يصبح عظامًا ما عليها لحم أو عصب.
يقول العبودي إنه حاول الدخول لهذا المكان لرؤية ما يحدث بداخله، ولكنهم قاموا بمنعه، فلا يجوز الدخول لغير الموظفين.
فلم يستطع رؤية الميت وهو وجبة للطيور، ولكنه رأى سيارة مكتوبًا عليها إنها مخصصة لنقل الموتى، وغربانًا تنعب - أعتقد أنها تقول لا حول ولا قوة إلا بالله على ما يحدث- حينما تتطاير مع طيور جارحة داخل هذا المكان الذي يُعتبر بمثابة مطعم يقوم بتقديم وجبات للطيور عبارة عن بشر دون مقابل.
لا تقلق إذا حضَرتك الوفاة في هذا المكان، فما دُمت على غير المِلَّة فأنت بالنسبة لهم لن تستحق هذا التكريم.
الحمد لله على نعمة الإسلام، وكفى بها نعمة.