شدد المسؤول عن لجنة السلام في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية مهدي أبريشمجي، في حوار مع «اليوم»، على أن شعب إيران ومقاومته قدموا طوال حكم الملالي ثمنا باهظا لسياسة الاسترضاء الغربية القذرة للنظام، مؤكدًا صعوبة القضاء على «ثورة الشعب» التي بدأت بعد مقتل الشابة الكردية مهسا أميني.
ولفت أبريشمجي إلى أن هذا البرلمان لن یهدأ قبل إسقاط الملالي مؤكدا أن العالمين العربي والإسلامي لن يشهدا الهدوء، طالما أن النظام الإيراني قائم، مطالبا الحكومات الأوروبية والأمريكية بالوقوف إلى جانب الشعب لإزالة نظام الولي الفقيه، وشدد على أن النظام يفاوض من أجل كسب الوقت وصولا لامتلاك سلاح نووي يضمن استمراره، خاصة مع الانتفاضة التي تجتاح البلاد.. وفيما يلي نص الحوار:
الاحتجاجات تتسع ضد الملالي.. إلى أين يسير الوضع في إيران؟
- الحدیث الآن لیس عن المظاهرات ولا حتی عن الانتفاضة، بل الحدیث یدور هذه المرّة عن ثورة جدیدة، خرج أبناء الشعب إلی شوارع المدن لإشعالها من أجل سقاط نظام ولایة الفقیه، صحیح أن هذه الثورة بدأت بعد مقتل الشابّة الكردية المظلومة، لكنها فجّرت قوة هائلة كامنة في عُمق كل فرد من أبناء الشعب، هذه القوة وهذا البركان لن یهدآ قبل سقوط النظام حتی إذا استخدم أعتى أشكال ووسائل القمع.
فهل یستطیع خامنئي هذه المرّة أن یقوم من جدید بمثل ما قام به عام 2019، وهل تنجح أوامره بتنفيذ مجزرة بحق الثوار في إخمادها؟
الشعب يردد «الموت لخامنئي» ماذا بعد؟
- إن الشعارات التي رفعها الشباب المشاركون في هذه الثورة أفضل معبّر عن طبیعة هذه الثورة، فهي ثورة من أجل إسقاط النظام.
وهذه المرة الأولى في تاریخ هذا النظام التي تشهد إعلان كثير من دول العالم وقوفها مع الشعب الإیراني في ثورته ضدّ النظام الحاكم، وكان هناك تقصیر كبير ودائم من المجتمع الدولي حیال الجرائم التي ارتكبها نظام القتلة في إیران، ونحن بصفتنا المقاومة الإیرانیة، وكذلك أبناء شعبنا جاهزون لأن ندفع ثمن تحقیق الحریة في بلدنا، فما نطلبه من دول العالم، خاصة من دول الجوار هو الوقوف سیاسیًّا مع الشعب الإیراني، ودفع العالم للاعتراف بحقهم في الدفاع عن أنفسهم وحريتهم بكافة الوسائل المتاحة لهم؛ لإسقاط نظام «ولایة الفقیه».
هل لديكم خطة لتصعيد المظاهرات للإطاحة بالنظام؟
- تواصل المقاومة الإيرانية تأكيد وعدها بإسقاط هذا النظام، انظروا إلى التاريخ، وتلك السنوات الـ43، فلم يمر يوم لم يناضل فيه «مجاهدي خلق» والمقاومة الإيرانية ضد النظام.
لو لم تكن هناك منظمة «مجاهدي خلق» أو مقاومة لهذا النظام، ولو لم تكشف المقاومة عن خطط النظام ومؤامراته، بما في ذلك المجال النووي وتدخّله في المنطقة، وقمع وقتل الشعب وشعوب المنطقة، للعالم، ماذا سيكون عليه الوضع الذي نواجهه اليوم.
تقوم إستراتيجية المقاومة لإسقاط النظام على توسيع وحدات المقاومة داخل إيران.
ما موقفكم تجاه تجاهل أوروبا لجرائم النظام؟
- الشعب الإيراني ومقاومته قدّموا طوال حكم الملالي المتعطشين للدماء ثمنًا باهظًا؛ نتيجة سياسة الاسترضاء الغربية القذرة مع هذا النظام المتخلف والمعادي للإنسانية.
ونعمل بلا كلل على المستوى الدولي لفضح انتهاكات وجرائم النظام لحقوق الإنسان. وأدين نظام الملالي 68 مرة من قِبَل هيئات أممية مختلفة لانتهاكاته لحقوق الإنسان، وهي نتيجة الجهود الجبارة للمقاومة الإيرانية على المستوى الدولي.
كيف تنظرون إلى مستقبل إيران في ظل نظام وحشي يوشك على امتلاك سلاح نووي؟
- إذا حصل نظام الملالي المتخلف هذا على قنبلة ذرية، فإن خطورته على العالم لا يمكن تصورها، فالمشاريع النووية لهذا النظام تتعارض مع المصالح الوطنية للشعب الإيراني، وضد شعوب المنطقة والسلام والاستقرار في العالم.
ألم تتمكنوا من إقناع الغرب بأنكم البديل المحترم للنظام؟
- تدعم مجموعة واسعة من الشخصيات السياسية وأعضاء البرلمانات خطط وبرامج «المقاومة» لتغيير النظام وبناء إيران ديمقراطية. لكن السياسة الغربية تجاه النظام الإيراني لها حلقة مفقودة خطيرة تحتاج إلى تصحيح، وقالت السيدة مريم رجوي في لقاء حضره عدد من الشخصيات السياسية والدولية الشهر الماضي: «جوهر الخلاف هو عندما يستعدّ المجتمع الإيراني لإسقاط النظام، متسائلة لماذا تضع الحكومات الأوروبية نفسها في جبهة النظام مقابل الشعب الإيراني؟».
إن المقاومة الإيرانية والبديل الديمقراطي المتمثل في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية يحملان راية العلاقات العادلة القائمة على أساس احترام الاستقلال والسيادة الوطنية والتعايش السلمي مع دول الجوار والعالم.