مع دخول احتجاجات الشعب الإيراني يومها الحادي عشر بعد مقتل شابة كردية على يد ما تسمى بـ «شرطة الآداب»، استحدث المتظاهرون أساليب جديدة لاحتجاجاتهم، بكتابة الشعارات المناهضة على الجدران، وترديد الهتافات ضد الملالي من نوافذ وأسطح المنازل بظل الاعتقالات التي طالت المئات في الشوارع.
امتداد الانتفاضة
واندلعت اضطرابات في بلدات ومدن إيران من جديد، أمس الإثنين، فيما أكدت منظمة «مجاهدي خلق» بالداخل أن الاحتجاجات امتدت إلى 154 مدينة في جميع المحافظات الـ31 خلال الأيام العشرة الأولى للانتفاضة، مع مقتل ما لا يقل عن 200 متظاهر.
وقالت المقاومة الإيرانية في التحديث اليومي الذي اطلعت عليه «اليوم»: إن النظام اعتقل أكثر من 10000 متظاهر، في حين تم تحديد هوية 59 ممن استشهدوا، ولفتت إلى تصريح العميد في حرس الملالي، عزيز الله المالكي، قائد قوات أمن الدولة في محافظة جيلان (شمال البلاد)، الذي اعترف باعتقال 739 شخصًا، بينهم 60 امرأة.
في غضون هذا، أظهرت مقاطع فيديو نُشرت أمس مواطنين في عدد من مدن إيران وهم يرددون شعارات مناهضة للملالي من نوافذ وأسطح المنازل.
كما تظاهرت مئات النساء في شمال سوريا، الخاضع لسيطرة الأكراد، أمس الإثنين، احتجاجا على مقتل الشابة مهسا، بالتزامن مع احتجاجات أخرى في عدد من مدن العالم.
الاحتجاجات السلمية
وبعد القمع العنيف لمظاهرات المعارضة داخل إيران بسبب وفاة مهسا، طالبت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك بفرض عقوبات جديدة على النظام.
وقالت الوزيرة بيربوك، أمس الإثنين، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية في برلين: «في دائرة الاتحاد الأوروبي سيتعين علينا الآن التحدث على نحو عاجل للغاية عن مزيد من العواقب، والتي تشمل بالنسبة لي أيضًا عقوبات ضد مسؤولين، محاولة قمع الاحتجاجات السلمية بعنف أكثر فتكًا يجب ألا تمر دون رد».
وأضافت وزيرة الخارجية الألمانية: «حقوق المرأة هي مؤشر على حالة المجتمع، إذا لم تكن النساء آمنات في بلد ما، فلن يكون أحد آمنًا»، وتابعت: إنه تم استدعاء السفير الإيراني إلى وزارة الخارجية بعد ظهر أمس الإثنين.
وكان منسق شؤون السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، قال من قبل نيابة عن الدول الأعضاء الـ27: إن الاستخدام غير المتناسب للقوة ضد المتظاهرين السلميين في إيران غير مبرر وغير مقبول.
في الوقت نفسه هدد الاتحاد الأوروبي على نحو غامض بفرض عقوبات على إيران.
