منح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجنسية الروسية لموظف المخابرات الأمريكية السابق إدوارد سنودن، بعد تسع سنوات من كشفه عن حجم عمليات المراقبة السرية التي تقوم بها وكالة الأمن القومي.
وفرَّ سنودن عام 2013 بعد تقديم المئات من وثائق وكالة الأمن القومي عالية السرية إلى صحيفة الجارديان وواشنطن بوست، بعدها خطط لطلب اللجوء في الإكوادور، وانطلق من هونج كونج للوصول إلى أمريكا الجنوبية.
وبعد مطاردته من السلطات الأمريكية انتهى به الحال في روسيا، وتريد السلطات الأمريكية منذ سنوات إعادته إلى الولايات المتحدة ليواجه محاكمة جنائية بتهمة التجسس.
After years of separation from our parents, my wife and I have no desire to be separated from our SONS.
After two years of waiting and nearly ten years of exile, a little stability will make a difference for my family. I pray for privacy for them—and for us all. https://t.co/24NUK21TAo pic.twitter.com/qLfp47uzZ4
— Edward Snowden (@Snowden) September 26, 2022
من إدوارد سنودن؟
عمل سنودن مسؤولًا عن الأنظمة في وكالة المخابرات المركزية، قبل أن يعمل كمتعاقد مع وكالة الأمن القومي في هاواي عام 2009، حيث عمل هناك مقاولًا خاصًا لشركتي Dell وBooz Allen Hamilton، وخلال هذا الوقت بدأ في جمع المعلومات حول عدد من أنشطة وكالة الأمن القومي.
ماذا كشف؟
أثناء العمل مع المقاولين، بدأ سنودن، في مرحلة ما، جمع مستندات سرية تتعلق بأنشطة الاستخبارات الأمريكية والشراكات مع الحلفاء الأجانب، بما في ذلك الوثائق التي كشفت عن مدى جمع البيانات من سجلات الهواتف ونشاط الإنترنت الخاص بالمواطنين في الولايات المتحدة.
ما طبيعة الأسرار؟
إضافة إلى كيفية التجسس على الاتصالات الشخصية للقادة الأجانب، بما في ذلك حلفاء الولايات المتحدة، وقدرة وكالة الأمن القومي على الاستفادة من كابلات الألياف البصرية تحت سطح البحر في سحب البيانات.
استنادًا إلى وثائق سنودن، أفادت شبكة (إن بي سي نيوز) بعدها، أن جواسيس الإنترنت البريطانيين أظهروا برنامجًا تجريبيًا لشركائهم الأمريكيين، في عام 2012 تمكنوا من مراقبة YouTube، وجمع العناوين من مليارات مقاطع الفيديو التي تمت مشاهدتها يوميًا، إضافة إلى معلومات المستخدمين، فقد كانوا قادرين أيضًا على التجسس على Facebook و Twitter.
وقالت الشبكة أيضًا بناء على الوثائق، إن الجواسيس البريطانيين قد طوروا حيلًا تشمل إطلاق فيروسات الكمبيوتر والتجسس على الصحفيين والدبلوماسيين، وتشويش الهواتف وأجهزة الكمبيوتر، واستخدام أساليب أخرى غير أخلاقية، وكان هدف وكالة الأمن القومي الأمريكية تدمير وإحباط وتعطيل الأعداء من خلال تشويه سمعتهم وزرع المعلومات المضللة وإغلاق اتصالاتهم.
كيف وصل إلى الوثائق؟
حصل سنودن على تصريح سري للغاية عندما عُيِّن من قبل وكالة المخابرات المركزية، حافظ على هذا الإذن خلال وظائف لاحقة مع مقاولي وكالة المخابرات المركزية ووكالة الأمن القومي.
لم يكن الحصول على الوثائق أمرًا معقدًا بالنسبة لشخص لديه حق الوصول، إضافة إلى الخبرة، فلم يكن بحاجة إلى استخدام أي أجهزة أو برامج متطورة أو الالتفاف حول أي جدار حماية للكمبيوتر.
قالت مصادر متعددة في مجتمع الاستخبارات، إن كل ما يحتاجه هو عدد قليل من محركات الأقراص الثابتة والاستعداد لاستغلال فجوة في نظام أمني عتيق للبحث حسب الرغبة، من خلال خوادم وكالة الأمن القومي، وأخذ 20.000 مستند دون ترك أي أثر، وقال مسؤول استخباراتي "إنه عام 2013 ووكالة الأمن القومي عالقة في تكنولوجيا 2003".
لمن أعطى الوثائق؟
في أواخر عام 2012، بدأ سنودن في التواصل مع الصحفيين، وفي عام 2013 سرَّب وثائق إلى جلين غرينوالد من الغارديان، وبارتون جيلمان من واشنطن بوست، وصانعة الأفلام الوثائقية لورا بويتراس.
ما الاتهام الموجه إليه؟
في شكوى جنائية تم الكشف عنها بمحكمة المقاطعة الأمريكية للمنطقة الشرقية من فيرجينيا، في يونيو 2013، اتهمت وزارة العدل الأمريكية سنودن بالسرقة و"الاتصال غير المصرح به لمعلومات الدفاع الوطني"، و"الاتصال المتعمد بمعلومات استخباراتية سرية للاتصالات إلى جهة غير مصرح بها"، والتهمتان الأخيرتان هما انتهاك لقانون التجسس لعام 1917.
يعاقب على كل من التهم الثلاث بالسجن لمدة أقصاها 10 سنوات، لما مجموعه 30 عامًا، مع إمكانية إضافة تهم أخرى،
لماذا فعل ذلك؟
قال سنودن في مقابلات إنه تصرف انطلاقًا من الاعتقاد بأن برنامج التجسس كان غير قانوني وغير أخلاقي، وقال لصحيفة الغارديان في أول مقابلة له: "دافعي الوحيد هو إبلاغ الجمهور بما يتم باسمهم وما يتم ضدهم".
بعدها وجدت محكمة استئناف أمريكية أن البرنامج الذي كشفه سنودن كان غير قانوني، وأن قادة المخابرات الأمريكية الذين دافعوا عنه علنًا لم يقولوا الحقيقة.