مختصون: تقرير الطبيب المعالج يحدد الآلية المثلى للتعامل
حددت لائحة تقويم طلاب ذوي الإعاقة البصرية، أساليب وأدوات التقويم، التي تناسب الخصائص الحسية، للطلاب ذوي الإعاقة البصرية، وتعتمد في المقام الأول على اللمس، والسمع، والبقايا البصرية، وأن تتم الاختبارات بواحد أو أكثر من 5 أساليب تقويمية، تشمل: الكتابة والقراءة بأسلوب برايل، والأسلوب الشفهي، تسجيل أسئلة الاختبار والإجابة عنها بالوسائل المناسبة كأشرطة التسجيل والحاسب الآلي، إضافة إلى الاستعانة بقارئ كاتب مبصر، وكذلك الاستفادة من المعينات البصرية لضعاف البصر، مثل: العدسات المكبّرة والطباعة المكبرة وغيرها، وذلك في ضوء الخصائص والاحتياجات المحددة لكل طالب من ذوي الإعاقة البصرية في برنامجه.
برنامج دمج
ووفقًا للائحة، تشكل لجنة برئاسة مدير المدرسة، أو مَن ينوب عنه، وعضوية المختص بالترجمة «من وإلى خط طريقة برايل»، ومعلم المادة كلٌّ فيما يخصه في كل مدرسة يوجد بها برنامج دمج للإعاقة البصرية، على أن تشكّل اللجنة قبل أسبوعين من موعد الاختبارات على الأقل؛ لتتمكن من تجهيز الأسئلة بالطريقة المناسبة لذوي الإعاقة البصرية «برايل للمكفوفين، وخط مكبر لضعاف البصر». وأوضحت اللائحة أنه يمكن نقل إجابات الطلاب المكفوفين من خط برايل إلى الخط العادي؛ ليتمكن معلم المادة من تصحيحها، وأن تستخدم نفس الأسئلة التي تُعدُّ لاختبارات بقية الطلاب، وفي حالة وجود خرائط أو رسومات أو جداول في تلك الأسئلة؛ فعلى معلم المادة التشاور مع المعلم المختص بالترجمة؛ لمعرفة إمكانية إخراج ذلك بخط بطريقة برايل أو تعذره، فإذا تعذر ذلك فعلى معلم المادة وضع البديل المناسب مع توفير للجنة ما يمكنها من أداء عملها مع المحافظة على سرية الاختبارات وإجابات الطلاب، وأن تراعى المرونة عند تقويم الطلاب المحوَّلين حديثًا من التعليم العام من حيث الموازنة بين حداثتهم في تعلم بعض المهارات مثل القراءة والكتابة بخط برايل ومتطلبات بعض المواد الدراسية، بحيث يتم تقويم كل طالب حسب مستوى اكتسابه المهارة، ويراعى تكييف الصور في حال ضرورة توافرها في أسئلة تقويم الطلاب بما يتوافق مع خصائص ذوي الإعاقة البصرية.
وعي الأسرة
من جهتها، قالت استشارية طب وجراحة عيون الأطفال والحوَل وأمراض العيون الوراثية د. أماني البكري: يعاني الكثير من الأطفال من اعتلالات تؤثر على جودة الرؤية، مما يدفع الكثير من الأهالي، لإلحاق أبنائهم بتعليم القطاع الخاص، معتقدين أن المدرسة الخاصة ستتجاوب أكثر مع احتياجات طفله البصرية، والبعض الآخر يبقى طفله بالمنزل، جهلًا بعدم وجود تعليم مناسب لمثل هذه الفئات في مدارس وزارة التعليم، التي وفرت لهم كافة الاحتياجات المناسبة لقدراتهم.
وأضافت «البكري»: يقع بعض الأهالي في حيرة، خصوصًا ضعاف البصر، وليس المكفوفين من تعليم الطفل بأسلوب برايل أو تعليمه كباقي أقرانه المبصرين، لذلك من الأفضل طلب الأسرة من الطبيب المعالج تقريرا طبيا مفصّلا يوضح فيه حدة إبصار الطفل مع النظارة، وعلى الأهل تقديم ذلك التقرير لإدارة التعليم، لتحديد الآلية الأفضل لتعليم الطفل؛ إذ إنه من الظلم تقييم الطفل الضعيف بصريا مقارنة بباقي أقرانه في الفصل وهو يعاني من نقص الأدوات المعينة له على الإبصار، مشيرة إلى أن لائحة تقويم طلاب الإعاقة البصرية في التعليم تؤكد مدى اهتمام الوزارة بهذه الفئة المهمة في المجتمع، ولعل ما نحتاجه زيادة الوعي عند الأهالي.
أساليب مناسبة
وقال مشرف العوق البصري سابقاً د. راضي الشبعان، إن التقويم يعد ركنا أساسيا في العملية التربوية، وحتى يتناسب ذلك مع خصائص المعاقين بصريا، ينبغي على المعلم أن يكون ملمًّا بإستراتيجيات تعليم المعاقين بصريًّا، ليتسنى له تقويمهم بالطرق العلمية الصحيحة، مشيرًا إلى وجود الكثير من أساليب التقويم للمعاقين بصريًّا، والمعلم الخبير هو الذي يحدد الأسلوب الأمثل، اعتمادًا على دراسة ملف الطالب ونوع إعاقته «كفيف كلي أو جزئي أو متعدد عوق»، مع أهمية وجود غرفة المصادر ذات الدور المحوري في عملية التقويم، لذا ينبغي أن تضع إدارة المدرسة بالتعاون مع معلمي غرفة المصادر، خطة عمل قبل سير الاختبارات بوقت كافٍ لإعداد الأسئلة بطريقة برايل، أو الطبعات المكبرة وغيرها، وتكييفها بما يناسب الطلاب المعاقين بصريًّا، مع تدريب الطالب المعاق بصريا قبل بدء الاختبار.