@Ahmedkuwaiti
هناك بعض الأشخاص ناجح في حياته ومستمتع بها فيقوم بواجباته تجاه نفسه وأسرته ومحيط المجتمع الذي يعيش فيه ولكنه في نفس الوقت مقصر في عمله فلا يقوم به على الوجه الأمثل أو المطلوب منه. والعكس صحيح نجد أن البعض يعطي كل وقته للعمل فيجلس للعمل لساعات طويلة تصل لأضعاف الوقت المطلوب منه مما يؤثر على طاقاته ويستنفد جزءا كبيرا منها فلا يجد من ممارسات لأعماله الحياتية أو أنشطته الترفيهية إلا القليل من الوقت.
وهنا يثور التساؤل حول كيفية النجاح في الحياة وفي العمل والعلاقات بحيث لا يطغى جانب على جانب آخر لما نرغب في إحداثه من توازن بحيث نستمتع بحياتنا ونتفوق في أداء أعمالنا؟
إن الإجابة عن هذا التساؤل تتضح لنا حينما نعلم أن النجاح يتطلب عملية مواءمة وتوازن في السعي الحثيث وتطوير المسار للفصل بين حياتنا الشخصية وبين العمل الذي نقوم به حتى لا نفقد التوازن وهذا لا يحدث من خلال ما يتم تحديده فقط فيما نقوم به في حياتنا وإنما أيضا من خلال أدائنا المهني في نفس الوقت وهذا هو معنى النجاح الحقيقي.
وإذا أردت رفع مستوى الأداء والتقدم في حياتك الشخصية والمهنية فإن أحد طرق النجاح التي يجب عليك أن تقوم بالتركيز عليها وتسليط دائرة الضوء عليها حتى تتضح الصورة بشكل أوضح وبرؤية مستنيرة هي تغيير نمط التفكير ووضع خطط زمنية لتقوية القيم والصفات والعادات التي تجعلك تتبنى سلوكيات توازنية جديدة بين الحياة والعمل، فهي من أهم الطرق نجاحا وإحدى الإستراتيجيات لتقديم طرق ونماذج تفكير أكثر تركيزا لتبني معتقدات ومواقف جديدة.
ونستطيع أن نقول بأن الفوز الحقيقي يتطلب ألا تتداخل أحد الجوانب مع الجوانب الأخرى فيحدث الاضطراب ويختل التوازن وأن يكون هناك منهج واضح يعمل على تحسين حياتنا المعيشية والفكرية وعلاقاتنا وأدائنا المهني بحيث يكون هناك رضا تام عن الواقع المعيشي والتحسن المهني وهو أمر لا يتطلب تغييرات هائلة في التفكير سوى تنظيم الوقت واستخدامه بكفاءة باعتباره أغلى ما يمتلك الإنسان ويلعب دورا أساسيا في نجاحنا وتحسين عاداتنا وممارساتنا وتصرفاتنا التي تشكل حياتنا، فالوقت هو الوحيد القادر على أن نعطي جزءا منه للعمل والجزء الآخر لعائلتنا وأصدقائنا لنتماشى بشكل أوضح مع النجاح.
إن التوازن بين الحياة والعمل يجعلنا في تطور مستمر نستطيع من خلاله أن نتحكم في الجهد المبذول واستثماره بشكل أفضل يعمل على تحسين واقعنا المعيشي والاستمتاع بحياتنا وممارسة أنشطتنا وأدائنا المهني ونستطيع أن نحقق أهدافنا بطريقة رائعة نصل بها إلى القمة في أداء العمل وفي حياتنا بدلا من أن يتسلق العمل فوق ظهورنا ويحرمنا من حياتنا المعيشية.
وخلاصة القول نستطيع أن نقول بأن الرؤية والقيم الأساسية والخطط الممنهجة والوقت المنظم هي وحدها الكفيلة بتحقيق الفوز لأنها عناصر أساسية وأعمدة لا غنى عنها تعمل كخارطة طريق وتشكل القوة الدافعة لمساعدتنا لأن نحدد أين نتجه والطريقة التي نعمل بها في تنفيذ أعمالنا والاستمتاع بحياتنا فيتحقق الفوز وننعم بالنجاح بين الحياة والعمل.