في الآونة الأخيرة تزايدت نسب الطلاق في العالم بشكل عام، وفي المملكة العربية السعودية بشكل خاص، حيث شكلت نسب الطلاق بالمملكة في عام 2011م 34 ألف حالة، ثم ارتفعت خلال هذه السنوات العشر بنسبة وصلت إلى 60%، وصرح الدكتور جميل الحواس بأن هناك حالة طلاق كل 9 دقائق في السعودية، أي بمعدل 7 حالات طلاق في الساعة و170 يوميا.
وهذه النسب المخيفة تجعلنا ننظر إلى حال الزوجين مقارنة بالظروف والموارد المتاحة في هذه السنوات والمحاولة في الوصول إلى حلول مقترحة تساعدنا على سد هذه الفجوة التي تشكل ناقوس الخطر على المجتمع والعالم بأسره، لأننا ندرك أن أساس كل مجتمع هو الأسرة، إذا صلحت وبنيت بأساس سليم محكم صلح المجتمع وقل التفكك الأسري الذي هو سبب انتشار الجرائم والأمراض النفسية بجميع مستوياتها.
ومن خلال الارتباط بالواقع هناك بعض أسباب الطلاق منها ما هو منطقي وطبيعي ومنها خلاف ذلك:
- الخلافات المدمرة نتيجة الاختلاف الفكري والثقافي بين الزوجين.
- المقارنة والبحث عن كمال الشريك وعدم تقبل عيوب كل طرف للآخر.
- إفساد العلاقة بحجة الاستقلالية والحرية المزعومة.
- الاختيار الخاطئ للشريك والخيانة الزوجية وعدم احتواء الطرفين لبعضهما البعض.
- غياب الكثير من الثقافات أو ضعفها مثل ثقافة المصارحة باحترام والاعتذار والشكر والتعاون والحوار.
- تبادل الأدوار وإهمالها بين الشريكين.
- الاستحقاق العالي للذات والأنانية المفرطة.
- تحرر بعض النساء عن وظيفتهن الأساسية (ربة منزل) وهي إنشاء جيل سليم مثقف واع والاهتمام بالزوج والأبناء واحتوائهم وتركيزها على الماديات.
- عدم فهم احتياجات كل طرف للآخر ونقص المعرفة باللغات والأفعال التي تترجم التقدير والحب لكل منهما والجهل في التعامل مع بعضهما البعض بشكل صحيح ومتوازن.
- المشاكل النفسية عند الزوجين ونقص الوعي بمفهوم الزواج السليم والهدف منه.
- فرض الأهل الزواج على أبنائهم دون اكتراثهم لرضا وهضم حق حرية الاختيار.
ومن الحلول المقترحة للحد من الطلاق:
على المستوى الشخصي/ زيادة الثقافة الزوجية، تعلم كيفية التعامل مع أنماط الشخصيات، تحمل المسؤولية، تطوير مهارة الحوار والانصات الجيد لفهم الشريك، التعرف على طرق لحل المشكلات وفن التعاملات، البعد عن الروتين ومحاولة تجديد العلاقة بين الزوجين، الاهتمام باهتمامات شريك الحياة والمشاركة معا، إلغاء المتابعة عن الحسابات التي ليس لها مرجع علمي وليس لها تأهيل إكاديمي في العلاقات الأسرية أو المواضيع التي تعرض كيفية التعامل مع الرجل أو المرأة بطريقة خاطئة، لأن هدفهم الأساسي صناعة محتوى وكسب المال بغض النظر عن صحة المعلومة أو الفائدة التي تضاف للمشاهد، الاهتمام بالصحة النفسية، تنظيم الوقت وترتيب الأولويات في الحياة الزوجية، عدم السماع للمخببين والمحافظة على أسرار الشريكين بين بعضهما البعض فقط، فهم احتياجات الشريك والموازنة في العطاء.
على مستوى المجتمع/ تثقيف المقبلين على الزواج والمتزوجين من خلال دورات تدريبية من جهة رسمية، وضع اختبار يقيس الوعي الزواجي والنفسي والاجتماعي قبل وبعد الارتباط وتقديم العلاج لكل من يستحق وأيضا للمرتبطين سابقا، نشر الوعي بأهمية الصحة النفسية والمحافظة عليها، وضع عقوبات لناشري المحتوى غير العلمي الذي يحث على هدم العلاقة الزوجية.
ويكمن بيت القصيد في أن الحياة الزوجية سلامتها وتحديد اتجاهها مسؤولية تقع على عاتق كل من الزوجين، لذلك أحسنوا العشرة لأجل أيام سعيدة تدوم عليكم وعلى أبنائكم.
ودمتم بخير.
HHS_19999