مازالت أوروبا تحاول البحث عن خيارات عدة للحصول على الطاقة، لكي تخرج من الشتاء القادم بأقل خسائر ممكنة، حيث وافقت المفوضية الأوروبية على خطط ألمانيا لدعم الطاقة الشمسية.
وأعلنت الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي، اليوم أنها وافقت على توفير إعانات للأسر الخاصة في ألمانيا لبيع الكهرباء المتجة من الطاقة الشمسية إلى شبكة الكهرباء مرة أخرى، إلى جانب جولة أخرى من المناقصات الحكومية لأنظمة الألواح الشمسية، وإجراء تعديلات على نظام السوق لمنتجي الطاقة.
توفر 29 مليار يورو
وكان 12% من إجمالي إنتاج الكهرباء في الاتحاد الأوروبي، من الطاقة الشمسية بين شهري مايو وأغسطس 2022، وهو ما ساهم في توفير 29 مليار يورو (29.26 مليار دولار) محتملة من واردات الغاز الطبيعي، وفقًا لتقرير لمؤسسة إيمبر البحثية المستقلة.
وأضاف التقرير أن إجمالي انتاج الاتحاد الأوروبي من الطاقة الشمسية هذا الصيف، وصل إلى 99.4 تيراواط/ساعة من الكهرباء من الطاقة الشمسية، مقارنة بـ 77.7 تيراواط/ساعة في الصيف الماضي، ما أدى إلى توفير 4 مليارات متر مكعب من الغاز الطبيعي.
وتسعى أوروبا جاهدة إلى الوصول لبديل للغاز الروسي، بعدما أوقفت روسيا خط نورد ستريم عن العمل، حيث ولّدت 10 دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي أكثر من عُشر طاقتها الكهربائية من الألواح الشمسية، خلال صيف عام 2022، فجاءت هولندا في المرتبة الأولى بنحو 23%، تلتها ألمانيا بنحو 19%، ثم أسبانيا بنسبة 17%.
فيما كانت تعمل دول مثل بولندا وفلندا والمجر على مشروعات توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية منذ 2018، إذ تضاعف استخدام الطاقة الشمسية بــ 5 أضعاف.
الطاقة الشمسية ضرورة لأمن القارة
ويحتاج الاتحاد الأوروبي إلى تقليل حواجز التصاريح، وزيادة التمويل والإسراع في نشر الطاقة الشمسية، ليس من أجل الحياد الكربوني والأهداف المناخية فقط، بل لأمن القارة العجوز، إذ تأثرت توفر المحطات الشمسية بعض الراحة في الأوقات التي تشتد الحاجة إليها، في ظل أزمة الغاز بعدما دفعت أزمة الطاقة الحكومات إلى تخصيص ما يقرب من 500 مليار دولار أميركي، منذ سبتمبر 2021 حتى نفس الشهر من العام الجاري (2022)، لحماية المستهلكين من التأثير المباشر لارتفاع أسعار الغاز والكهرباء.
حيث خصّصت دول الاتحاد الأوروبي 314 مليار دولار لتخفيف التداعيات، وخصصت بريطانيا 178 مليار دولار، وفقًا لما نشرته مؤسسة بروجل الفكرية.
