samialjasim1@
كل المشاريع والمنجزات والأفكار حتى تبقى وتستمر لابد أن تكون لها خطة مدروسة وبعيدة المدى تؤتي ثمارها على المدى البعيد وتكون لها رؤية وإستراتيجية لا يرتبط تحقيقها بأفراد تنتهي بتركهم مكانهم أو تغيرهم، بل تبقى حتى لو تغير هؤلاء الأفراد لأن خطة العمل مرتبطة بالكيان والمؤسسة وليس بالفرد ذاته.
فكثير من الأفكار والخطط والمشاريع والدراسات لا تستمر وتتعرقل وتنتهي سريعا لأنها كانت قائمة على فكر أشخاص فقط هم من يحددون استمرارها أو نجاحها أو فشلها فهي أفكار أحادية عديمة الجدوى تأخذ الجهد والمال والفكر دون أن تجد لها نفعا أو نتيجة أو تترك أثرا، فنعود من جديد من حيث بدأنا وفق فكر وخطة من يستلم المكان ويديره فيكون فكرنا وعملنا فكر وعمل أشخاص لا مؤسسات منظمة تضع خططا مستقبلية وترسم سياسات وتحقق أهدافا وتحرص أن يكون لعملها تغذية راجعة مفيدة تصحح الخطأ وتعزز الجانبين الناجح والإيجابي.
كثير من المشاريع التي عاصرتها في مختلف المجالات كانت لا تستمر وقابلة بشكل دائم للتغيير والاستبدال وهي للأسف أفكار وأعمال متتابعة لكنها كانت وقتية تقوم على الارتجال في العمل والسرعة في التنفيذ دون دراسة عميقة وثرية وهذا ما يجعلها لا تحقق النجاح وتفشل.
يجب ألا تقوم الأفكار والخطط لدينا على خطة عمل طارئة أو قصيرة المدى بفكر محدود ومتقوقع بحيث لا تتطور بل تحجم وتقزم، فالشمولية مطلوبة وضرورية وهي الأساس الذي يقوم عليه كل مشروع سليم له أولويات مهمة تبدأ بالفكرة ويكون لها خطة محددة وأهداف ورسالة وقيمة فلا تتعثر لأن لبنة البناء كانت قوية وخطط العمل كانت تهدف تحقيق الاستدامة والاستمرارية وليست قائمة على تحقيق النتائج الآنية واللحظية المتعجلة التي لا تعطي حيوية ومرونة في العمل والخطة المنفذة.
عندما نملك فكر المجموعة والمنظمة ونبني عليها خططنا المتقنة سننجح لأن الفرد يتغير ويرحل ويستهلك وقد يكون الفرد جامدا أحيانا وغير مرن في الفكر ولا يملك نظرة بعيدة متجددة بشكل دائم.