أعلنت موسكو أنها ستضم أربع مناطق من شرق أوكرانيا إلى الأراضي الروسية، بعد نجاح ما أطلقت عليه "استفتاءات" أُجريت قبل أيام في هذه المناطق للانضمام إلى روسيا.
وأكد الكرملين أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، سيحضر احتفالًا، غدًا الجمعة، حيث سيتم ضم أربع مناطق من أوكرانيا بحضور مسؤولي المناطق الموالين لموسكو، والذين سيوقعون معاهدات للانضمام إلى روسيا رسميًا.
انتخابات غير معترف بها
وبذلك ستضم روسيا أكثر ما يصل إلى 18% من الأراضي الأوكرانية إليها، بعد تصويت جرى في أربع مناطق محتلة في أوكرانيا بأعداد ضخمة لصالح الانضمام إلى روسيا، في انتخابات استمرت خمسة أيام كانت غير قانونية بموجب القانون الدولي ورفضتها كييف والغرب ووصفوها بأنها مزيفة، وفقًا لوكالة رويترز.
ما المناطق الأوكرانية التي ستضمها روسيا؟
ستضم روسيا جمهورية دونيتسك الشعبية المعلنة من جانب واحد، وجمهورية لوهانسك الشعبية، في منطقة دونباس الشرقية، حيث احتدم القتال منذ أن سيطر المتمردون على أجزاء من دونيتسك ولوهانسك في عام 2014.
المنطقتان الأخريان هما خيرسون وزابوريزهزهيا في جنوب أوكرانيا، احتلت روسيا المنطقتين منذ فترة وجيزة بعد غزوها البلاد في أواخر فبراير.
وزعمت الإدارات التي نصبتها موسكو في المناطق الأربع في جنوب وشرق أوكرانيا أن 93% من بطاقات الاقتراع في منطقة زابوريزهزهيا تدعم الضم، كما فعل 87% في منطقة خيرسون، و98% في منطقة لوهانسك و99% في دونيتسك، وفقًا لـCNN.
وأُقيمت الاستعدادات بالفعل في الساحة الحمراء في موسكو، ونُصبت لافتات تنسب المناطق الأربع إلى روسيا.
ويعيد هذا المشهد الأذهان إلى عام 2014، وفعاليات ضم شبه جزيرة القرم، والتي تلت عملية استفتاء متنازع على شرعيتها. ولم يحظ أي من تلك الاستفتاءات برقابة مستقلة.
توقعات بزيادة العقوبات على روسيا
ومن المقرر أن تفرض واشنطن والاتحاد الأوروبي عقوبات إضافية على روسيا بسبب هذه الخطوات، وحتى بعض حلفاء روسيا التقليديين المقربين، مثل صربيا وكازاخستان، يقولون إنهم لن يعترفوا بالضم.
وحثت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 27 دولة على فرض مزيد من العقوبات على المسؤولين الروس والتجارة بسبب "الاستفتاءات الزائفة"، ووصفت أوراق الاقتراع بأنها "محاولة غير قانونية للاستيلاء على الأراضي وتغيير الحدود الدولية بالقوة".
المظلة النووية
كان بوتين قد أيَّد علانية خطط الضم في خطاب ألقاه الأسبوع الماضي أعلن فيه أيضًا استدعاء مئات الآلاف من جنود الاحتياط الروس، وحذر من أنه قد يستخدم الأسلحة النووية للدفاع عن الأراضي الروسية إذا لزم الأمر.
وقال مسؤولون في الحكومة الروسية إن المناطق الأربع ستندرج تحت المظلة النووية لموسكو بمجرد دمجها رسميًا في روسيا، حسبما نشرت رويترز.
زيلنسكي يطلب الدعم
سعى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لحشد الدعم الدولي ضد الضم في سلسلة من المكالمات مع زعماء أجانب، بما في ذلك قادة بريطانيا وكندا وألمانيا.
وقال زيلينسكي في خطاب بالفيديو "شكرا لكم جميعًا على دعمكم الواضح والصريح، شكرًا لكم جميعًا لتفهمكم موقفنا".
وكشفت الولايات المتحدة عن حزمة أسلحة بقيمة 1.1 مليار دولار لأوكرانيا تتضمن 18 قاذفة صواريخ عالية الحرك، وذخائر مصاحبة وأنواع مختلفة من أنظمة الطائرات بدون طيار وأنظمة الرادار، ما يرفع المساعدة الأمنية الأمريكية إلى 16.2 مليار دولار.
