السلوك الذي يصر عليه النظام الإيراني والتهديد، الذي يشكله للأمن والاستقرار الإقليمي والدولي لم يعد يترك أي مجال للاعتقاد بأن هذا النظام قادر على أن يكون جزءا طبيعيا من العالم.. ولعل الحالة المؤلمة، التي وصل إليها وضع الشعب الإيراني وهو الضحية الأولى للمنهجية الإرهابية لنظام ولاية الفقيه منذ ما يزيد على أربعة عقود، فهو يعاني تدهور الأوضاع المعيشية والأمنية والصحية والإنسانية في بلد يختلف نظامه وخيراته لكي يستمر في أجندته التخريبية ويوفر الدعم والتسليح للميليشيات الخارجة عن القانون المستوردة في بلاد عربية مثل لبنان والعراق وسوريا واليمن.. كذلك ليستمر في ملفه تطوير الأسلحة النووية ليشكل المزيد من التهديد على أمن المنطقة والعالم.
انطلاقا من مواقفها الراسخة والرافضة لكل اعتداء على سيادة الدول وتهديد حياة الأبرياء، أعربت وزارة الخارجية عن إدانة المملكة العربية السعودية واستنكارها الشديد للهجمات الإيرانية، التي استهدفت إقليم كردستان العراق، وتسببت في مقتل وإصابة عددٍ من الأبرياء.. فحين نقف عند حيثيات الخبر، الذي أكدت فيه وزارة الخارجية، أيضا رفضها التام لجميع الاعتداءات، التي تهدد أمن واستقرار العراق، وتشديدها على أهمية وقوف المجتمع الدولي أمام كل الانتهاكات الإيرانية، التي تخالف القوانين والمواثيق والأعراف الدولية.. وتعبير الوزارة عن خالص تعازي المملكة ومواساتها لحكومة وشعب العراق الشقيق، مع تمنياتها بالشفاء العاجل لجميع المصابين.. هنا تفاصيل تأتي كأحد أطر المشهد المتكامل للمواقف الدولية للمملكة العربية السعودية، التي تحرص من خلالها على أمن المنطقة والعالم وسلامة الأبرياء وحماية البشرية.. فإن الاعتداء الإيراني الأخير على إقليم كردستان العراق، الذي تسبب في مقتل وإصابة عددٍ من الأبرياء.. هو اعتداء يبين لنا حجم التخبط الذي يعيشه نظام طهران الإرهابي وسط ما تمر به بلاده من أوضاع، فهو يصر على مد أذرع العدوان في كل مكان.
مع كل موقف جديد يبدر من النظام الإيراني وممارساته الإرهابية.. يتجدد السؤال عن الموقف الدولي ومسؤولياته حيال هذه الممارسات والصمت، الذي يصاحب خطورة هذه الممارسات الإرهابية الإيرانية وآفاق تهديداتها.. فهل يتم اتخاذ موقف حازم وحاسم قبل فوات الأوان؟