شددت المملكة، أمس الخميس، على أهمية وقوف المجتمع الدولي بمواجهة الانتهاكات الإيرانية التي طالت إقليم كردستان العراق، ما تسبب في مقتل وإصابة 71 مدنيا بمحافظتي أربيل والسليمانية.
وأعربت وزارة الخارجية عن إدانة المملكة العربية السعودية واستنكارها الشديد للهجمات الإيرانية التي استهدفت إقليم كردستان العراق، وتسببت في مقتل وإصابة عدد من الأبرياء، وأكدت رفضها التام لجميع الاعتداءات التي تهدد أمن واستقرار العراق.
وشددت وزارة الخارجية على أهمية وقوف المجتمع الدولي أمام كافة الانتهاكات الإيرانية التي تخالف القوانين والمواثيق والأعراف الدولية، وعبرت عن خالص تعازي المملكة ومواساتها لحكومة وشعب العراق الشقيق، مع تمنياتها بالشفاء العاجل لجميع المصابين.
واستدعت بغداد، أمس الخميس، السفير الإيراني لدى العراق محمد كاظم آل صادق جراء عمليات القصف المدفعي والجوي بالصواريخ والطائرات المسيرة على مدن وقرى متعددة في إقليم كردستان العراق.
مشكلات داخلية
وهربا من مشكلاته الداخلية، والاحتجاجات الواسعة في مدن إيران، أطلق الحرس الثوري الإرهابي سلسلة هجمات شملت أكثر من 70 صاروخا باليستيا وطائرات مسيرة مفخخة من داخل الأراضي الإيرانية على مقار أحزاب وجماعات كردية في إقليم كردستان العراق، بداية من ليل أمس الأول الأربعاء، وحتى صباح أمس الخميس.
ونقلت وكالة الأنباء العراقية (واع) عن جهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان: إن الهجوم أسفر عن مقتل 13 شخصا بينهم امرأة حامل، وإصابة 58 آخرين أغلبهم من المدنيين وبينهم أطفال.
وفي السياق، قالت وزارة الخارجية العراقية في بيان لها: إن رئيس دائرة الدول المجاورة إحسان العوادي، سلم السفير الإيراني لدى العراق مذكرة احتجاج شديدة اللهجة، تضمنت إدانة الحكومة العراقية لهذه الجريمة التي مثلت استمرارا لاعتداءات القوات الإيرانية على سيادة العراق وحرمة أراضيه وأخذت طابعا جديدا لايمكن السكوت عنه، تمثل باستهداف المواطنين الآمنين داخل عمق المدن العراقية.
مطالبة باحترام سيادة العراق والالتزام بالتعهدات الإيرانية المنصوص عليها في المواثيق الدولية والابتعاد عن المنطق العسكري ولغة السلاح في معالجة التحديات الأمنية، محذرة من تداعيات ذلك على السلم المجتمعي لكلا البلدين، وعلى الأمن والاستقرار الإقليميين.
من جهتها، أعلنت وزارة الصحة في كردستان أن قوات الحرس الثوري استأنفت اليوم (أمس الخميس) عمليات القصف في منطقة سيدكان، ولفتت إلى أن أكثر من 70 صاروخا إيرانيا سقط على أحياء سكنية ومدارس ورياض أطفال وأراض زراعية.
إدانات واسعة
في غضون هذا، أدانت الولايات المتحدة بشدة هجوم إيران بالطائرات المسيرة والصواريخ على إقليم كردستان العراق.
وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، في بيان: «إننا نقف مع قادة العراق في إقليم كردستان وبغداد في إدانة هذه الاعتداءات باعتبارها اعتداء على سيادة العراق وشعبه»، وأضاف: «يواصل القادة الإيرانيون إظهار التجاهل الصارخ ليس فقط لأرواح شعبهم، ولكن أيضا لجيرانهم والمبادئ الأساسية للسيادة وكذلك وحدة الأراضي الإقليمية المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة».
وتابع: «لا تستطيع إيران صرف اللوم عن مشكلاتها الداخلية والمظالم المشروعة لشعبها من خلال الهجمات عبر حدودها، كما أن استخدامها الصارخ للصواريخ والطائرات بدون طيار ضد جيرانها، فضلا عن تزويدها لروسيا بطائرات بدون طيار من أجل حربها العدوانية في أوكرانيا ووكلائها في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط، يجب إدانته عالميا».
وختم سوليفان بالقول: «ستواصل الولايات المتحدة متابعة العقوبات والوسائل الأخرى لتعطيل أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار في منطقة الشرق الأوسط».
إلى ذلك، أدان الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط القصف الإيراني، مشددا على ضرورة احترام طهران للقانون الدولي ومبادئ حسن الجوار، وتوقفها عن استباحة العراق بما يزعزع أمنه واستقراره.
وفيما وصفت دولة الكويت الاستهداف المدفعي والصاروخي الإيراني لإقليم كردستان بـ«التعدي السافر على أمن وسيادة العراق وسلامة مواطنيه»، أكدت وزارة الخارجية البحرينية تضامنها التام مع العراق ودعمها لجهود المحافظة على أمنه واستقراره ووحدته وسلامة أراضيه، واستنكار أي اعتداء على سيادته أو تهديد لسلامة جميع أبنائه.