أوصى خطيب الجمعة في الحرم المكي الدكتور سعود الشريم بتقوى الله.
وأكد أن الوضوح كفيل بسد ثغرات الشكوك، حيث أن الناس تنفر من صاحب الغموض، ويعد الوضوح من علامات كسب الآخرين، موصياً المسلمين بالوضوح في الأقوال والأفعال، حيث أن الوضوح شعار الصادق.
وشدد على ضرورة الوضوح في مجال الإدارة المتعلقة بمصالح العباد والبلاد لما فيه من الأثر المتعدي، وواجب المسؤول فيها أعظم أمام الله ثم أمام ولي الأمر الذي استعانه عليها.
وبين أنه لم يكثر طرح مبدأ الحوكمة المعاصر إلا لضبط الإدارة والمال والمخرجات، مراعاة للصالح العام، وإعمالاً لمبدأ النزاهة ومكافحة الفساد، ولا معنى لمفهوم الحوكمة إذا خلا من معاييره الثلاثة العامة، وهي: الإمتثال والالتزام بما سنه ولي الأمر ضبطاً لمصالح المجتمع المرسلة، ومعيار السلامة المالية حفظاً للمال العام من التلاعب، ثم معيار الشفافية و الإفصاح اللذين يعنيان الوضوح الجلي لاشراك المعنيين في استيعاب مجريات العمل على الوجه المراد له.
وأشار إلى أن مطلب الوضوح المالي والإداري لا يقل تأكيداً حينما يكون متعلقاً بجانب الأعمال التطوعية والخيرية والأوقاف، لارتباطها الوثيق بالعاطفة الدينية والثقافة الاجتماعية، وعدم خضوع عدد منها للرقابة النظامية أو المؤسسية، ما يكون مظنة تساهل بعض المنكرين بها تجاه إبراز جانب الوضوح والإفصاح، وبمثل هذا التساهل يقع الإهمال وينشط التأويل المتكلف في أموال المسلمين التطوعية والخيرية.
وأضاف أن الجمعيات المعنية خيرية أو تطوعية لا يعني أنها ليست مطالبة بالشفافية والوضوح في إدارتها ومصارفها ومواردها، ولا أنها في معزل عن النقد والمحاسبة، لأن القائمين عليها مستأمنون من قبل المتصدقين الباذلين، ومن الغلط الفاحش استغلال العاطفة في تجاهل الأمانة والوضوح، أو غض الطرف عن المتابعة والاستبانة.
موضحاً أن هناك قصص متعددة للتلاعب والخداع بين الحين والآخر باسم العمل الخيري والتطوع، يتم من خلالها استحلاب أموال الناس واستدرار عواطفهم، والناس يخدعون كثيراً إذا كان الأمر متعلق بالعاطفة الخيرية، لما فيه من اسباغ الجانب الديني مستدلاً بحديث عبدالله بن عمر رضي الله عنه (من خدعنا بالله انخدعنا له).