@Khaled_Bn_Moh
أعلنت هيئة الإحصاء عن نتائج نشرة سوق العمل للربع الثاني من عام 2022م، وفي هذا المقال سأتطرق لبعض المؤشرات المهمة، التي أتابعها بشكل دوري في جميع نشرات سوق العمل، وقبل التطرق لتلك المؤشرات من المهم توضيح بأن وجهات النظر فيما يخص سوق العمل تتباين من «صاحب عمل، باحث عن عمل، مختص في سوق العمل، أكاديمي»، ولذلك الاختلاف في وجهات النظر صحي جداً للوصول لمقترحات أوسع تساهم في تحسين تلك المؤشرات.
معدل البطالة للسعوديين انخفض إلى 9.7 % في الربع الثاني من هذا العام مقارنة بـ 10.1 % في الربع السابق، ويعتبر هذا المستوى من أقل المستويات منذ 20 عاماً، وبتفصيل لهذا المعدل نجد أن معدل بطالة السعوديين «الذكور» انخفض ليصل إلى 4.7 %، ويعتبر هذا المستوى قياسيا لم نصل له منذ عام 1999م، وفيما يخص «الإناث» كسرنا حاجز الـ 20 %، حيث بلغ 19.3 %، وهذا الانخفاض لم نصل له منذ عشرين عاماً، وبشكل عام يعتبر هذا الانخفاض المستمر في معدلات البطالة للسعوديين كمؤشر على نجاح مبادرات وقرارات التوطين النوعية، التي ركزت وتعمل عليها وزارة الموارد البشرية بشكل خاص.
وفقاً للنشرة، هناك تحسن واضح في مؤشرات سوق العمل الرئيسية للسعوديين، حيث ارتفع معدل المشاركة في القوى العاملة للسعوديين من 49.4 % في الربع الثاني من العام الماضي و50.1 % في الربع السابق من هذا العام إلى أن وصل 51.8 % «67.5 % ذكورا و35.6 % إناثا» في الربع الثاني من هذا العام، وهذا الارتفاع المستمر يعتبر مؤشرا إيجابيا لتحقيق العديد من مستهدفات الرؤية قبل موعدها المحدد.
هناك مؤشر مهم لا تتطرق له وسائل الإعلام بالغالب ولا تبرزه بالشكل المطلوب وهو معدل البطالة للسكان، ومتابعة هذا المؤشر لا يقل أهمية عن باقي المؤشرات بسبب انعكاسه على كثير من القرارات والتوجهات الاقتصادية، ووفقاً لنشرة سوق العمل نجد أن معدل البطالة للسكان انخفض إلى 5.8 % مقارنة بـ 6 % في الربع السابق، وللتنويه هذا المؤشر في الربع الثاني من عام 2020م «أزمة الكورونا» وصل إلى ما يقارب 9 %، وانخفاضه المستمر حتى وصل إلى 5.8 % يؤكد التعافي المستمر من آثار الجائحة، ويؤكد فعالية الإصلاحات، التي تم تطبيقها في سوق العمل، والتي أشادت بها معاهد ومنظمات عالمية مختصة في الاقتصاد وأسواق العمل.
وفقاً للمناطق الإدارية، نجد أن معدلات البطالة للسعوديين في مناطق الرياض والشرقية ونجران أقل من المعدل العام لبطالة السعوديين «7.5 % الرياض 7.6% الشرقية 8.4 % نجران»، وأعلى معدلات البطالة للسعوديين نجدها في منطقة الباحة بـ 14.9 %، وكوجهة نظر شخصية أرى أهمية لتفعيل دور لجنة التوطين المناطقي في منطقة الباحة لتقليل معدلات البطالة في المنطقة.
متوسط «ساعات العمل الاعتيادية في العمل الرئيسي» للسعوديين بلغ 41 ساعة و48 ساعة لغير السعوديين، و90.5 % من المتعطلين السعوديين لا يمانعون بالعمل 8 ساعات يومياً أو أكثر و72.5 % من المتعطلات السعوديات يقبلون بالعمل أكثر من 8 ساعات يومياً أو أكثر، وكوجهة نظر شخصية وجود ومتابعة مثل تلك المؤشرات مهم جداً لأصحاب القرار عند مراجعة مواد نظام العمل.
ختاماً: قرارات التوطين والإصلاحات الأخيرة، التي تمت على سوق العمل بدأ أثرها الإيجابي يظهر بشكل واضح «وبشكل أسرع من المتوقع»، وهناك عدة عوامل ساهمت في وصول مؤشرات سوق العمل في الربع الثاني إلى هذا المستوى الإيجابي، أبرزها تشريعات أنماط العمل الحديثة، بالإضافة لقرارات التوطين النوعية، التي أطلقتها وزارة الموارد البشرية، ووفقاً للمؤشرات المُعلنة في النشرة نحن في مسار آمن، ومن المتوقع تحقيق جميع مستهدفات سوق العمل قبل موعدها المحدد في عام 2030م بإذن الله.