يواجه قطاع النشر في الوطن العربي والعالم بشكل عام العديد من العقبات والتحديات، التي قد تحد من انتشار الكتاب، وبالرغم من التطورات والتقنيات الحديثة المتعددة، فإن الناشرين لا يزالون يعانون، ولعل أبرز التحديات، التي رصدها استطلاع رأي لـ«اليوم» في معرض الرياض الدولي للكتاب 2022، هي مسألة توزيع الكتب، إذ تشكل الحدود الجغرافية عقبة في تسهيل هذه العملية بأقل التكاليف، وأوضح الناشرون أن معارض الكتاب بشكل عام ومعرض الرياض بشكل خاص يحدون من هذه المشكلة، كونه يعد فرصة طيبة لإيصال كتبهم والتسويق لها بشكل مباشر.
عقبات لوجيستية
وذكر الناشر والكاتب التونسي وليد بن أحمد أن الناشر العربي يتعرض إلى زلات وعقبات كبيرة، وأغلبها عقبات من النوع اللوجيستي، خصوصا الناشر من المغرب العربي والتونسي، فهناك صعوبة في شحن الكتب للخليج العربي، خاصة لأن أسعار الشحن مرتفعة، إضافة إلى ارتفاع أسعار الورق، وأعرب عن أمله في أن تكون هناك شراكات جديدة، وأن نتبادل الخبرات والكتب.
وأضاف: هناك العديد من دور النشر السعودية، التي عبرت عن رغبتها في نشر كتبها لدينا، إضافة إلى أننا نريد أن نرى الكتب التونسية على منصات النشر الإلكترونية في المملكة والخليج العربي وفي المكتبات، وأن يصل القارئ إلى كتبنا ونتاجنا الفكري، وهناك مشاكل في التعريف بالمصنفات، فالقارئ السعودي والخليجي لا يصل إلى عناويننا بسهولة، وهناك نقص وضعف في التسويق، خصوصا التقني، ومعرض الكتاب فرصة لا تتكرر لعرض الإنتاج والمصنفات الجديدة والتسويق لها.
شغف الزوار
وحول اختيار تونس ضيف شرف لمعرض الكتاب، أكد أنها جاءت في وقتها، وقال: تونس مرت بأزمات عديدة ولكن النتاج الفكري لم ينقطع، فالأقلام التونسية حرة ومطلوبة في الوطن العربي، والقارئ السعودي والخليجي يحبها، وهذا ملاحظ في شغف الزوار بالمعرض، والأهم هو الحراك الفكري في المملكة، الذي يساعد على انتشار هذا النتاج الفكري، كما أنه استجد لدينا أننا وظفنا الإنترنت للمساعدة في عملية البيع، لأن الكتب غير المتوافرة نعطي للقارئ رابطا ليطلبها وتصله إلى مكانه عن طريق الإنترنت.
الحدود الجغرافية وقال المدير العام لدار نشر كويتية أحمد الحيدر: التحديات التي تواجه الناشر العربي كثيرة جدا، ومعارض الكتاب بشكل عام ومعرض الرياض الدولي للكتاب بشكل خاص تسهم في التغلب على هذه العقبات من خلال اتصال الناشر بالقارئ، وتعريف الجمهور بالإصدارات الجديدة، والعديد من المميزات الأخرى.
وأضاف إن من أبرز هذه التحديات مسألة توزيع الكتب في المكتبات عامة وفي مختلف الدول، لأن الحدود الجغرافية عموما تعيق عملية الوصول إلى العديد من الدول، ومثل هذه المعارض تسهم في إيصال الكتب للقارئ أينما كان، لاسيما لو كانت الدار المشاركة من خارج الدولة، مشيرا إلى أن ارتفاع أسعار الورق مع الأسف ينعكس على القارئ، ففي حال ارتفعت أسعار الورق سيرتفع سعر الكتاب بالمجمل على القارئ.
وأوضح أن الكتب الرقمية والصوتية لا تشكل تحديا كبيرا كونها ليس لها حضور قوي ينافس الكتاب الورقي في العالم العربي، وفي حال أصبحت موجودة، فهذا من مصلحة الناشر ليدخل في المجال وينافس فيه ويتوجه إلى النشر إلكترونيا.
تأثير اقتصادي
وقال الأمين العام لاتحاد الناشرين الإندونيسيين محمد رضوان إن قطاع النشر في العالم أجمع يواجه تحديات، خصوصا عقب جائحة كورونا، كما أن هناك تأثيرا اقتصاديا كبيرا، مشددا على أنه على جميع الناشرين في العالم أن يتعاونوا ويتكاتفوا لإعادة تنشيط النشر وإعادة توزيع الكتب إلى ما قبل الجائحة.
وأكد أن الكتب المطبوعة لن تبدل وستظل ممتعة للقارئ، وانتشار الكتب الرقمية بجميع أشكالها إنما هي مكملة لعملية القراءة، وهي شكل آخر لها، ولن تكون بديلا أبدا، خصوصا في سياق جهود الناشرين لتحقيق النمو الاقتصادي والثقافي والاجتماعي.
وأشار إلى جهود وزارة الثقافة في إقامة معرض دولي للكتاب في الرياض بهذا الحجم، ويتزامن معه ملتقى خاص للناشرين، مؤكدا أهميته كونه يمثل جسرا ثقافيا للتواصل بين الحضارات، وهو فرصة ثمينة لتبادل الخبرات، وأفضل التجارب في قطاع النشر.
صعوبة شحن الكتب إلى الخليج تزيد أعباء ناشري المغرب العربي
الحراك الحالي في المملكة يساعد على انتشار النتاج الفكري للدول الأخرى
الكتب الرقمية والصوتية لا تشكل تحديا كبيرا للإصدار المطبوع في العالم العربي
معرض الرياض يمثل جسرا للتواصل بين الحضارات وفرصة لتبادل الخبرات