أثارت تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حول افتعال الدول الغربية لأزمة غذاء عالمية، تخوف الكثيرين، في ظل ارتفاع أسعار الأسمدة عالميا.
وأضاف بوتين أن أسعار المواد الغذائية في السوق العالمية عادت إلى المستوى الذي كانت عليه في بداية العام، لكنها أعلى بنسبة 40٪ مما كانت عليه في عام 2020.
ولكن ارتفاع أسعار الأسمدة، بعد زيادة أسعار الغاز، الذي يعد حجر الأساس لصناعة السماد، إضافة إلى تقلص صادرات روسيا وأوكرانيا من القمح دق ناقوس الخطر، من أزمة الغذاء حتى قبل تصريحات بوتين.
لأن روسيا ليست فقط أكبر مصدر للقمح في العالم، فهى أيضًا من أكبر مصدري الأسمدة في العالم، حيث انخفضت صادراتها من الأسمدة في النصف الأول من 2022، بعد خضوعها لعقوبات غربية تعرقل تعاملاتها التجارية مع باقي دول العالم.
وزادت أسعار الأسمدة 300%، وفقًا لاتحاد مكتب الزراعة الأمريكي. وبحسب المفوضية الأوروبية، فإن الحرب في أوكرانيا دفعت أسعار الأسمدة للارتفاع بواقع 50%، ولهذا قلل المزارعون استخدام الأسمدة وهو مما يهدد إنتاجية الغذاء وتعميق الأزمة العالمية.
أسعار الغاز
صناعة الأسمدة من أكثر الصناعات استهلاكًا للغاز، ولهذا فإن ارتفاع وأسعار الغاز إلى مستويات قياسية وصلت إلى 40% في لأغسطس الماضي، و300% منذ بداية العام، عرقل صناعة السماد حول العالم.
في الوقت الذي قللت فيه روسيا أكبر مصدر للسماد النيتروجيني صادراتها من السماد بدعوى حماية مزارعيها حتى في الوقت الذي استمرت فيه بعض الدول مثل البرازيل والهند في تلقي الكيماويات الزراعية الروسية.
أزمة في أوروبا
قالت رابطة المزارعين الفرنسية، أكبر منتج للقمح في الاتحاد الأوروبي، إن نقص الأسمدة يعزز المخاطر المحيطة بمحصول القمح في العام القادم، حيث إنها مازالت متأخرة بنحو 20 نقطة مئوية عن مستوى غطاء الأسمدة الذي تم تسجيله العام الماضي.
في الوقت الذي أدي فيه ارتفاع تكاليف الأسمدة والطاقة إلى تآكل هوامش أرباح المزارعين التي عززها ارتفاع أسعار الحبوب.
صناعة السماد الأوروبي
تعلن شركات السماد في أوروبا عن خفض إنتاج الأسمدة، لتواكب أزمة الغاز في القارة، حيث أعلنت شركة "يارا" النرويجية، قبل أسابيع تقليص إنتاج الأمونيا بسبب ارتفاع أسعار الغاز، وقالت إنها ستستخدم نحو 35% فقط من قدرتها لإنتاج الأمونيا في أوروبا.
وقبل "يارا" أعلنت"باسف"الألمانية، تقليص إنتاجها من الأمونيا بشكل أكبر‘ إضافة إلى مجموعة صناعة البلاستيك النمساوية "بورياليس"، التي قالت إنها ستخفض أوستوقف الإنتاج في بعض مصانع الأسمدة في أوروبا.
وأعلنت "CF Fertilisers UK" أنها ستعلق مؤقتا إنتاج الأمونيا، وأوقفت شركة "Grupa Azoty" إنتاج الأسمدة النيتروجينية وخفضت إنتاج الأمونيا إلى نحو 10%من الطاقة الإنتاجية في وحدة "Pulawy" التابعة.
وبالرغم من توقف الإنتاج المستمر، فإن المحللون يعتقدون أن المزارعين سيظلون قادرين على استيراد الأسمدة من خارج أوروبا، لكنها ستكون أعلى تكلفة.