كانت مباراة عادية في الدوري الإندونيسي لكرة القدم، على أرض ملعب كانجوروهان في جاوة الشرقية، انتهت بخسارة نادي أريما بنتيجة 3-2 أمام بيرسيبايا، وهي الهزيمة الأولى منذ نحو عقدين أمام منافسهم اللدود.
خاب أمل الجماهير بعد هذه الخسارة على أرضهم، ألقوا زجاجات المياه على اللاعبين والجهاز الفني، وتبدَّل الحال كليًا مع إطلاق صافرة النهاية.
جماهير تقتحم الملعب، وقوات الشرطة تحاول فضّ أعمال الشغب بالغاز المسيل للدموع. إنها البداية لأحد أكثر الأحداث دموية في تاريخ كرة القدم.
#شاهد
وفاة 127 شخصا خلال تدافع بمباراة كرة قدم في #إندونيسيا https://t.co/xkDk4XXtWl #اليوم pic.twitter.com/I3CJ9rkiXG— صحيفة اليوم (@alyaum) October 2, 2022
ضحايا الجماهير في إندونيسيا
امتدت أعمال الشغب خارج الأستاد، إذ أُسقِطت 5 سيارات شرطة على الأقل واشتعلت فيها النيران وسط الفوضى، وردَّت شرطة مكافحة الشغب بإطلاق الغاز المسيل للدموع، بما في ذلك تجاه مدرجات الأستاد، ما تسبب في حالة من الذعر بين الجماهير.
لقي 174 شخصًا مصرعهم بسبب التدافع والدهس والاختناق بين الجماهير، بينما ركض مئات الأشخاص إلى المخرج في محاولة لتجنب الغاز المسيل للدموع.
الغاز المسيل للدموع وفيفا
يحدّد الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، الهيئة الحاكمة لكرة القدم العالمية، في لوائح السلامة الخاصة به، أنه لا ينبغي حمل أو استخدام أي أسلحة نارية أو غاز للتحكم في الحشود، من الحكام أو الشرطة.
ولم تردّ شرطة جاوا الشرقية على طلب للتعليق على ما إذا كانت على علم بهذه اللوائح أم لا، وفقًا لوكالة رويترز.
وقال نيكو أفينتا، قائد شرطة جاوا الشرقية، في مؤتمر صحفي خلال وقت مبكر الأحد: "لقد اتَّخذنا بالفعل إجراء وقائيًا قبل إطلاق الغاز المسيل للدموع في النهاية، إذ بدأ المشجعون يهاجمون الشرطة ويتصرَّفون بطريقة فوضوية ويحرقون المركبات".
وأوضح أفينتا أن أكثر من 300 شخص نُقلوا إلى المستشفيات، لكن كثيرين لقوا حتفهم في الطريق وفي أثناء العلاج، بينما جُمّد النشاط في إندونيسيا لحين التحقيق في الأمر.
أبرز كوارث ملاعب كرة القدم
شهدت ملاعب كرة القدم قبل ذلك عدّة أحداث، راح فيها المئات من الجماهير باختلاف أعمارهم، واختلاف الدول التي وقعت فيها الحوادث أيضًا.
بيرو- مايو 1964
قُتل 320 شخصًا وأصيب أكثر من 1000 خلال تدافع في تصفيات بيرو والأرجنتين الأولمبية في استاد ليما الوطني، لم يتمكَّن المشجعون من الهروب بسبب الزحام وتعرضوا للدهس والاختناق.
روسيا- أكتوبر 1982
حدثت الكارثة في مباراة بكأس الاتحاد الأوروبي بين سبارتاك موسكو وهارلم الهولندي في ملعب لوزنيكي، بسبب التدافع والاختناقات تُوفي العشرات، لا يُعرف حتى الآن العدد الدقيق للضحايا، ولكنه تراوح بين 45 – 66 مشجعًا، لكن وفقًا لصحيفة سوفيتسكي الرياضية اليومية، فإن الأرقام أعلى بكثير، ثيل إنها 340 مشجعًا.
غانا- مايو 2001
توفي 126 شخصًا في أكرا بنهاية مباراة بين هارتس أوف أوكس وكوماسي، عندما غضب مشجعو كوماسي من هزيمة فريقهم، وكسروا الكراسي وأثاروا أعمال الشغب، فألقت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع ما أدى إلى حدوث تدافع.
إنجلترا- أبريل 1989
أدَّى التدافع في المدرجات يملعب هيلزبورو في شيفيلد إلى وفاة 97 من مشجعي ليفربول خلال نصف نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي مع نوتنغهام فورست.
جواتيمالا- أكتوبر 1996
لقي قرابة 80 مشجعًا مصرعهم بسبب سحقهم من المشجعين الذين وقفوا في منصة أستاد ماتيو فلوريس الوطني خلال تصفيات كأس العالم 1998 بين جواتيمالا وكوستاريكا.
اسكتلندا- يناير 1971
تُوفي 66 شخصًا في تدافع بأستاد ايبروكس خلال ديربي رينجرز- سلتيك، وهذه هي الكارثة الثانية في الأستاد بعد انهيار منصة عام 1902 وقتل 26 شخصًا.
مصر- فبراير 2012
مأساة أستاد بورسعيد في مصر، قُتل فيها 74 شخصًا وأُصيب المئات من جماهير النادي الأهلي إثر اشتباكات هُجموا فيها من جماهير المصري البورسعيدي، وبسببها جرى تعليق الدوري المصري لمدة عامين.