قالت صحيفة «ذي هيل» الأمريكية: إن الانتخابات البرازيلية التي تجرى اليوم ستحدد مصير الديمقراطية في البلاد ومستقبل كوكب الأرض معًا.
وبحسب مقال لـ «توماس شانون»، السفير الأمريكي السابق لدى البرازيل، و«خافيير سولانا»، الممثّل الأعلى السابق للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، رغم ما شهدته البلاد من ديكتاتورية عسكرية في بعض الأحيان، فإنها أسست نظامًا ديمقراطيًا قويًا ومرنًا، بمؤسسات قوية ومبتكرة ونظام حزبي نابض بالحياة.
وتابع المقال: كما انتشلت الملايين من براثن الفقر في غضون عقدين فقط.
مكافحة إغراء الاستبداد
وأضافت الصحيفة: كما قامت ببناء نظام تصويت مجرب ومختبر بأعلى المعايير. في هذه العملية، أظهرت البرازيل أن الديمقراطية يمكن أن تعزز التغيير الاجتماعي والاقتصادي العميق والسلمي، ولفتت إلى أن البرازيل ستحتاج الآن إلى كل تلك القوة والمرونة، وهي تتصارع مع الإغراء المغري للاستبداد.
وأشارت إلى أن البلاد تشهد حاليا مناهضة للديمقراطية تظهر في محاولات لتقويض شرعية ونزاهة نظام التصويت، والتهديد برفض قبول نتائج الانتخابات، النشر المتعمد للمعلومات الخاطئة والمضللة، الهجوم على استقلال القضاء، قتل أولئك الذين تصدوا للتدهور البيئي، الاعتداء على حرية الصحافة والاعتداءات والتهديدات الموجهة ضد الصحفيين، الهجمات على حقوق الإنسان والسكان الأصليين.
وأردف كاتبا المقال: لدينا ثقة كبيرة في قدرة الشعب البرازيلي على مواصلة رسم مسار ديمقراطي لبلده، إنهم يقاومون بشجاعة التهديدات التي يتعرض لها نظامهم الديمقراطي.
تحديات بيئية
مضيا بالقول: في الوقت نفسه، البرازيل هي المفتاح لحل العديد من التحديات المشتركة التي تواجه البشرية، مثل تغير المناخ والتدهور البيئي.
وأضافا: بالتالي، نحتاج إلى الدخول في حوار بناء مع القيادة البرازيلية بعد الانتخابات لضمان أن ترقى البلد إلى مستوى إمكاناتها الهائلة للمساهمة في السلام والأمن العالميين والتنمية المستدامة.
وتابعا: لتحقيق هذه الغاية، وبشرط الحفاظ على الاستقرار الديمقراطي، نشجع على اتخاذ خطوات حاسمة لقبول انضمام البرازيل إلى منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) ودعم حوار سياسي واقتصادي وعسكري قوي عبر المحيط الأطلسي مع الإدارة المقبلة حول القضايا العالمية والإقليمية.
تدمير ممنهج
وشهدت البرازيل خلال السنوات الماضية من حكم الرئيس الحالي بولسنارو سياسات بيئية مدمرة في بلد تمثل غابات الأمازون به رئة الأرض.
منذ تنصيبه، قام بولسونارو بإضعاف أو إفلاس الوكالات الحكومية التي تشرف على حماية الأمازون والشعوب الأصلية، وتم تسليم تلك المسؤوليات لوزارة الزراعة التي تؤيد توسيع الأنشطة الزراعية وعمليات التعدين في تلك الغابات.
كما شهدت البلاد في عهده أكبر معدل لحرائق الغابات، وترى جمعيات بيئية أن الحرائق مفتعلة ومتعمدة، بهدف استثمار الأراضي لاحقاً في الزراعة وتربية الماشية وإفساح المجال أمام خطط التطوير، وذلك انطلاقاً من تحالف بولسونارو الوثيق مع قطاع الأعمال الزراعية النافذ.
وكشف تقرير سنوي أصدرته الحكومة البرازيلية العام الماضي أن معدل إزالة غابات الأمازون المطيرة قفز 22% خلال عام، في أعلى مستوى منذ 2006.