@malanzi3
في سلسلة الضربات الموجعة، تلقى حلف المرتزقة ضربة جديدة بوفاة مفتي الخوارج، الشيخ يوسف القرضاوي، رحمه الله، في الأسبوع الماضي.
بدأ الشيخ القرضاوي إخوانيًّا، وبعد مواجهة مع الرئيس المصري الأسبق جمال عبدالناصر، تشظّت فلول الإخوان في الدول العربية، لتشكّل خلايا حزبية تنشر ثقافة الانقلابات.
ولبث الشيخ سنين، وكأنه يقترب من السلف، ويقدم خطابات معتدلة. لكن في ذروة الغليان العاطفي لفوضى ما سُمّي بـ«الربيع العربي» كشف القرضاوي إخوانيته المتطرفة، يوظف فتاويه وخطبه لخدمة حزب الإخوان حصريًّا، يقاتل أعداءهم في كل أرض، ويدافع عن أوليائهم تحت كل سماء. ويفتي بثقافة الخوارج الذين ولغوا بدماء الخليفتَين العظيمَين عثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، "رضي الله عنهما".
وكنتُ أستغرب، وأتأسف، كيف يختار الشيخ، بكل عِلمه وخبرته وعمره، هذا السقوط المشين، إلى درجة أن شهوة السياسة الملوثة أرغمته على الإفتاء بأن «الحرية مقدّمة على الشريعة»، وهذا تخلٍّ عمليّ صريح عن الإسلام؛ ليتقرب من إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، طمعًا في مزيدٍ من دعمه لأحزاب الإخوان. وبذلك يبيع القرضاوي شخصه وعلمه ودينه، ليس من أجل الإسلام وكلمة الله وتوحيده، بل من أجل تنظيم حزبي سياسي، يبيع الدنيا بالدين، ويشتري بآيات الله ثمنًا قليلًا، طمعًا في السلطان وملذات الدنيا.
والدليل أن زعماء تنظيم الإخوان يعلنون كثيرًا تصالحهم وقبولهم بالإلحاد والشذوذ و«الحرية» بكل أنواعها، سعيًا للفوز بدعم أمريكا للتنظيم.
ودبّج شيوخ التنظيم، وفي مقدمتهم القرضاوي، الخُطب العصماء في الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وقدّموه على أنه فاتح إسلامي، وأخلص المخلصين للدين، بل بعضهم، «دكاترة» مثل «المفك» أحمد بن راشد بن سعيد، وحذيفة عزام، رويا «رؤى صالحة» تصوّر أردوغان مقربًا من الرسول وصحابيًا، ورفيق الملائكة. قبل أن ينقلب أردوغان على الإخوان، ويغلق مكائنهم الإعلامية، ويطردهم شر طردة. ولم يهاجم الإخوان أردوغان، خشية أن يُعيرهم خصومهم بالغباء، وأن أردوغان استغفلهم واستغل شهوتهم إلى السلطة؛ ليوظفهم ثم يرميهم مثل المناديل المستعملة.
* وتر
يجوب المهرجون، والباعة المتجولون، المدينة..
يتسيدون المنابر.. بالخطب الصاخبة والضجيج
ينسجون شباكهم في دروب المراهقين..
ويعرضون البضاعة..