يقترب موسم جائزة نوبل هذا العام، بالتزامن مع ما أسفرت عنه الحرب في أوكرانيا إذ أدى الغزو الروسي لأوكرانيا إلى تحطيم عقود من السلام المستمر تقريبًا في أوروبا وزاد من مخاطر حدوث كارثة نووية.
لجان نوبل السرية لا تلمح أبدًا لمن سيفوز بجوائز في الطب أو الفيزياء أو الكيمياء أو الأدب أو الاقتصاد أو السلام.
لا أحد يخمن من قد يفوز بالجوائز التي سيتم الإعلان عنها اعتبارًا من يوم الإثنين المقبل.
ومع ذلك، لا يوجد نقص في الأسباب التي تستحق الاهتمام الذي يأتي مع الفوز بالجائزة المرموقة في العالم وعلى رأسها الحرب في أوكرانيا وتعطيل إمدادات الطاقة والغذاء.
جائزة نوبل للسلام
على الرغم من جوائز نوبل في مجال العلوم تذهب عادة إلى صانعي الإنجازات المعقدة التي تتجاوز فهم معظم الأشخاص، إلا أن الحاصلين على جوائز السلام والأدب غالبا ما يكونون معروفين من قبل الجمهور العالمي.
Who will be awarded the 2022 #NobelPeacePrize?
This year there are 343 candidates for the prize (251 individuals and 92 organisations). Hear the breaking news as it happens @NobelPrize and on https://t.co/3VsHzjF7LK.
Watch live: https://t.co/97wjNtJOqd#NobelPrize pic.twitter.com/0usfynnsix— The Nobel Prize (@NobelPrize) September 30, 2022
دعا أعضاء في البرلمان الأوروبي إلى تكريم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وشعب أوكرانيا هذا العام من قبل لجنة جائزة نوبل للسلام لمقاومتهم للغزو الروسي، على حد تعبيرهم.
وقال دان سميث، مدير معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، إنه في حين أن هذه الرغبة مفهومة، فإن هذا الخيار غير مرجح لأن لجنة نوبل لديها تاريخ في تكريم الشخصيات التي تنهي النزاعات وليس قادة زمن الحرب.
زابوريجيا محور نوبل للسلام
قال سميث إن تكريم الوكالة الدولية للطاقة الذرية مرة أخرى سيعترف بجهودها لمنع كارثة إشعاعية في محطة الطاقة الذرية زابوريجيا التي تسيطر عليها روسيا في قلب القتال الدائر بوكرانيا، وعملها في مكافحة الانتشار النووي.
وأضاف "هذه حقًا فترة صعبة في تاريخ العالم ولا يوجد الكثير من السلام يتحقق".
يشار إلى أن الترويج للسلام لا يكافأ دائمًا بجائزة نوبل، إذ لم يتم تكريم غاندي في الهند، وهو رمز بارز لنبذ العنف في القرن العشرين، إلا أن الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما فاز بها في عام 2009، ما أثار انتقادات من أولئك الذين قالوا إنه لم يكن رئيسًا لفترة كافية ليكون له تأثير يستحق جائزة نوبل.
يذكر أن الفاتيكان أقر هذا الأسبوع بفرض عقوبات تأديبية على الأسقف كارلوس زيمينيس بيلو الحائز على جائزة نوبل للسلام بعد مزاعم بأنه ارتكب تجاوزات أخلاقية في تيمور الشرقية في التسعينيات.
تعليق جائزة السلام
لم تمنح لجنة نوبل أحيانًا جائزة سلام على الإطلاق، إذ أوقفتها مؤقتًا خلال الحرب العالمية الأولى، باستثناء تكريم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في عام 1917.
والأمر نفسه من عام 1939 إلى عام 1943 بسبب الحرب العالمية الثانية.
وفي عام 1948، العام الذي توفي فيه غاندي، لم تقدم لجنة نوبل النرويجية أي جائزة، مشيرة إلى عدم وجود مرشح حي مناسب.
جائزة السلام لا تمنح الحماية
في العام الماضي، تم تكريم الصحفيين ماريا ريسا من الفلبين وديمتري موراتوف من روسيا "لنضالهما الشجاع من أجل حرية التعبير" في مواجهة الحكومات الاستبدادية.
وفي أعقاب حرب أوكرانيا، شن الكرملين حملة قمع أشد على وسائل الإعلام المستقلة، بما في ذلك صحيفة 'نوفايا غازيتا' التي يصدرها موراتوف، أشهر الصحف المستقلة في روسيا.
موراتوف نفسه تعرض لهجوم على متن قطار روسي من قبل مهاجم قام بصب طلاء أحمر عليه، ما أدى إلى إصابة عينيه.
وفي السياق، أمرت الحكومة الفلبينية هذا العام بإغلاق منظمة ريسا الإخبارية "رابلر".
يبدأ الإعلان عن جائزة نوبل هذا العام يوم الإثنين المقبل بجائزة في علم وظائف الأعضاء أو الطب، تليها الفيزياء يوم الثلاثاء، والكيمياء يوم الأربعاء، والأدب يوم الخميس.
سيتم الإعلان عن جائزة نوبل للسلام لعام 2022 في 7 أكتوبر وجائزة الاقتصاد في 10 أكتوبر.