@Alwia23
نفتح أعيننا في هذه الدنيا معتقدين أننا من حقنا أن نملك كل شيء، ومن حقنا استملاك أي شيء، كأي طفل صغير يعتقد أن لعبة صديقه من حقه؛ لأنها أفضل من لعبته، لكن الواقع أن الحياة هي الابتلاء والامتحان، وحقيقة الابتلاء تعني: أنه ليس كل ما تعتقد أنك تستحقه تحصل عليه، وهذا لا يعني أننا لا نسعى لتحقيق أحلامنا ومطالبنا، ولكن علينا أن نعي المشيئة الإلهية، وأن الأقدار هي التي تحدد مصائرنا، وأن الذي أبطأ عنا هو خير لنا، وكما نقول (كل تأخيرة فيها خيرة)، وحينما يوصد باب في وجوهنا نتفاجأ بأن هناك بابًا قد فُتِحَ لنا، وما علينا إلا الدخول فيه، والبحث عن أهدافنا من خلاله مجددًا.
إذن يمكننا أن نقول إن فلسفة الحياة لا تتماشى مع مبدأ الاستحقاق، بل فلسفة الحياة هي الابتلاء والامتحان، فكلنا نمر في حياتنا بمختلف الطرق والمحطات، تارة نتجاوزها، وتارة ننسى ونضيع ونحتاج إلى توجيه حتى نكون في المسار الجديد..
أتذكّر أحد أصدقائي سألني: إذا كان أمامكِ كتاب حياتكِ ومستقبلكِ، هل تفتحينه وتغيّرين قدَرك؟
ما زال هذا السؤال يتردد في ذاكرتي، لكنني حتمًا سأجيب بكلمة لا، فالغيب هو ذلك الشيء الذي يجعلنا دومًا في فضول وتساؤل دائم عن المستقبل، نحن فقط نخطط كيف تسير حياتنا، ولكن يجب أن نؤمن بأنها خطة مؤقتة، وأن التخطيط الإلهي هو القائم والأفضل لنا، فكلنا نملك تطلعات مستقبلية. لكن الأقدار تتغيَّر في النهاية ويجب أن نرضى بقضاء الله وقدره، ونبدأ من البداية، ونفكّر في خطط مختلفة حتى تستمر الحياة، تعلّمت من الحياة أخذ الدروس والعِبَر، وأن النجاح والتوفيق لا يأتيان على طبق من ذهب، بل تصفعنا الحياة مرة تلو الأخرى حتى نتعلم كيف نواجه الحياة على حقيقتها.
صحيح أن الصفعة مؤلمة، ولكنها درس من دروس النضج؛ لنتكيّف مع أحداث الحياة المختلفة.
لكل عابر أو شخص تقابله قصته وبصمته. وقد مرّ بصفعات مختلفة في هذه الحياة. وهو ما يجب علينا أن نتريّث حتى لا نحكم على الآخرين من خلال مواقع التواصل الاجتماعي أو حتى في حياتنا الواقعية أيضًا؛ لأن كل واحد منا في داخل حياته معارك يخوضها ويحتفل بتقدمه وانتصاره عليها وحده، والفئة القليلة تدعمه وتسانده، وغالبية الناس لا يرون ما تعيشه من معارك مع ذاتك ونفسك وصحتك.
لذا ابتعد عن كل شخص سلبي لا يقدّرك ولا يفهمك، خالط الإيجابيين حتى تشحن طاقتك لإكمال معاركك وأنت بكامل قوتك، بالنسبة لي أيها القراء، مضيت أواجه المعارك الكثيرة لدرجة أنني افتقدت نفسي.
افتقدت أن أكمل حياتي وأسترجع قلمي وشغفي بالقراءة.
في هذه الرحلة تعلّمت ألا أسمح لأي ظرف كان بأن يثبّط عزيمتي وكياني، وأن أتذكّر دومًا كيف كنتُ وماذا أصبحتُ الآن، تعلمتُ أيضًا أن الله يُخبّئ لي الأفضل.
كان من المفترض أن أدرس الماجستير بعد أن تمّ قبولي بتخصص أحببته، ولكن شاء القدر أن أغيّر مسار مستقبلي، لكنني هذه المرة "وبإذن الله" سأضع قائمة من الأهداف أمامي، وأن أسعى بكل جهدي من أجل تحقيقها..
هذه هي النصائح لنفسي ولكم أيها القراء.
أتمنى لكم الفوز في معارككم مع ذواتكم لتحقيق أحلامكم، وألا تستسلموا أبدًا.