كشف استطلاع رأي أن 38٪ من المشاركين من السعودية يرون أن عملهم في الوقت الحالي محفز ولا يتصف بالتكرار. ومع تزايد فرص وإمكانية أتمتة المهام المتكررة، فإن 72٪ من المشاركين من السعودية يتطلعون إلى تعلم مهارات وتقنيات جديدة، مثل مهارات القيادة، ودورات التعلم الآلي، أو التركيز على المزيد من الفرص الاستراتيجية لتعزيز مناصبهم وأدوارهم الوظيفية.
وأشار 48 % قادة تكنولوجيا المعلومات في السعودية إلى أن مؤسستهم تدرك جيداً ما يتطلبه تحويل القوى العاملة على الصعيد الرقمي، إلا أنه على الرغم من ذلك فإن العديد من الموظفين يواجهون تحدياً لمواكبة سرعة هذا التغيير وفقاً لاستبيان الرأي فيما يعتقد 63 % من قادة الأعمال من إجمالي 10,500 مشارك من أكثر من 40 دولة، أن مؤسساتهم تقلل من شأن طريقة التعامل مع موظفيها بالشكل المطلوب عند قيامها بالتخطيط لبرامج التحول.
وتسلط نتائج استبيان الرأي الضوء على حقيقة أن الفترة الأخيرة من التحول السريع تفرض على الشركات والقوى العاملة فيها الحاجة إلى وقت مستقطع لإعادة التفكير وأخذ العبر والدروس قبل الشروع في مشاريع جديدة أو تكرارها. وعلى الرغم من التقدم الهائل والجهود الكبيرة التي تم بذلها في السنوات القليلة الماضية، فإن استبيان الرأي يشير إلى إمكانية توقف التحول، إذ يعتقد 55٪ من المشاركين من السعودية أن مقاومة موظفيهم للتغيير يمكن أن تؤدي إلى الفشل.
وقال محمد طلعت، نائب رئيس شركة دِل تكنولوجيز لمنطقة السعودية ومصر وليبيا وبلاد الشام: "في عالم اليوم الذي يقوم على العمل من أي مكان، تعتمد المؤسسات على موظفيها لإحداث تغيير يقود إلى نمو حقيقي. وتبدو ثقة المؤسسات بموظفيها أكثر وضوحاً في السعودية التي ترسم خططها لتحقيق نمو على المدى الطويل".
وأضاف: "في حين يعتبر صانعو القرار أن موظفيهم هم أهم أصول شركاتهم، إلا أن الغالبية العظمى من القوى العاملة تشعر بارتباك جراء هذا التحول الكبير الذي شهده العالم خلال العامين الماضيين".
وأشار إلى أن التغيير المستدام يستند إلى مدى تفاعل الموظفين مع التكنولوجيا. ويمكن للشركات في المملكة أن تحول موظفها إلى شركاء حقيقيين يتمتعون بدافع قوي لتحقيق النمو، وذلك من خلال فهمها جيداً للسلوكيات البشرية وتفضيلات موظفيها وتشجيعهم عبر التكنولوجيا المناسبة".
وتابع :"حان الوقت الآن للمؤسسات لإجراء عملية تقييم قبل إطلاق أية مشاريع تحول رقمي جديدة، وضمان توفير الدعم للقوى العاملة فيها، ووضوح المرحلة التالية من التنفيذ".
وتوضح دراسة دِل تكنولوجيز معالم هذا الطريق، حيث أنها تشير إلى فرص مهمة ينبغي على الشركات التركيز عليها، ومواكبة التحول، بالتزامن مع حدوث طفرة على صعيد تفاعل الموظفين مع التكنولوجيا في ثلاثة مجالات هي: الاتصال، والإنتاجية والتعاطف.
وأوضحت أن الشركات حققت إنجازات هائلة على صعيد الاتصال والتعاون والقيام بالأعمال عبر الإنترنت أثناء الجائحة، إلا أن هذا المشوار لم ينته بعد. فقد ذكر (73٪) المشاركين في الاستبيان من السعودية أن على مؤسساتهم توفير الأدوات والبنية التحتية اللازمة للعمل في أي مكان، فضلاً عن الاستقلالية في اختيار نمط العمل المفضل.
وبينت الشركة أن في حقيقة الأمر تخشى الشركات من أن يتخلف موظفوها عن مواكبة التغير بسبب عدم توفر التكنولوجيا المناسبة للانتقال إلى نموذج عمل أكثر تنوعاً، لا يرتبط فيه العمل بمكان محدد بل يمكن القيام به في أي مكان.
وأشارت إلى أن بيئة العمل تتسم بمحدودية وقت الموظفين لإنجاز العمل المطلوب، كما أن عدد الموظفين المؤهلين لشغل الوظائف الشاغرة قليل جداً. ولمعالجة هذه الضغوط، يمكن للشركات القيام بالمهام المتكررة بشكل آلي مؤتمت، وتحرير الموظفين ليتمكنوا من التركيز على العمل الأهم ذي القيمة الأعلى.
ودعا التقرير الشركات بالاهتمام ببناء ثقافة خاصة بها، تحاكي من خلالها القادة المتعاطفين والملهمين، الذين يرون في موظفيهم أهم مصدر للإبداع والقيمة.
وتشير دراسة شركة دِل إلى أنه لا يزال هناك الكثير مما يمكن القيام به على هذا الصعيد، ويجب أن تستند عملية صنع القرار على التعاطف، بدءاً من تبسيط التكنولوجيا وفقاً لأكثر من (55٪) المشاركين من السعودية، والذين يشعرون بالإرهاق من التقنيات المعقدة، مروراً بتصميم برامج التغيير بما يتناسب مع مهارات الموظفين، إذ يعتقد 40% من الموظفين في السعودية بأن قادتهم يقومون بالفعل بذلك.