تساؤل طرحته صحيفة «ذي غارديان» البريطانية عما إذا كانت الحقبة التي تشهدها البلاد حاليًا أكثر سوءًا أم التي قبلها، لخصتها في سؤال: من أكثر سوءًا، رئيس الوزراء السابق بوريس جونسون أم رئيسة الحكومة الحالية ليز تراس.
وبحسب مقال لـ «جوليان باجيني»، عندما كان من الواضح أن جونسون كاذب ووقح، لم يكن لدى أحد إجابة جيدة عن سؤال من يجب أن يحل محله.
سياسات أسوأ
تابع الكاتب: أولئك الذين حذرونا من أن بدائل جونسون كان من الممكن أن تكون أسوأ من ذلك، ربما يشعرون بالزهو الآن، مشيرًا إلى أن الخطة المالية التي تقدم بها وزير المالية كواسي كارتنج تعني أن سياسات حكومة تراس أسوأ بكثير من سابقيها.
وأوضح أن الخطة تسببت في فوضى اقتصادية دفعت الحكومة لإلغاء اتجاهها لخفض الضرائب، الذي كان سيستفيد منه الأعلى دخلًا، بعد 11 يومًا من إقراره، واستطرد: في المقابل، في عهد جونسون، كان العبء الضريبي من المقرر أن يرتفع على الأغنياء أكثر من الفقراء.
وتابع: كانت خطة ريشي سوناك، منافس تراس على زعامة حزب المحافظين، لتمويل الرعاية الاجتماعية غير كافية، لكنه على الأقل حاول معالجة أزمة التمويل.
سياسات دون بدائل
يواصل الكاتب في مقاله: في الوقت نفسه، تخطط الحكومة لإلغاء معايير الاتحاد الأوروبي للحياة البرية والنهر والهواء النظيف والغذاء دون أي التزام باستبدالها ببدائل قوية بالقدر نفسه.
وتابع: تخطط تراس أيضًا لإلغاء الرسوم الخضراء على فواتير الطاقة، مما يعوق الاستثمار في الطاقة المتجددة.
وأضاف: من موقفها القوي المناهض للهجرة إلى احتضانها للحرب الثقافية، التي تعِد ببريطانيا أكثر شرًا وأكثر انقسامًا، القائمة تطول.
مقارنة بين جونسون وتراس
لفت الكاتب إلى أن عيوب جونسون تبدو كمزايا عندما تتناقض مع خليفته، وأردف: لم يكن لدى جونسون بوصلة أخلاقية وكان مهتمًا فقط بتعظيم نفسه مما جعله قائدًا مريعًا، لكن يمكن القول "إنه ليس سيئًا مثل شخص لديه أيديولوجية واضحة ولكنها خطيرة".
في الختام يتساءل الكاتب: ما الذي تفضّله الآن "حكومة أكثر تشوشًا وعدم تماسكًا في العصر الحديث، أم الأكثر يمينية اقتصاديًا؟".