أقر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ضم أربع مناطق أوكرانية إلى روسيا رسميًا، الأربعاء، رغم الانتكاسات الكبيرة التي شهدتها ساحة المعركة في الأيام الأخيرة، ما قلَّص مساحة الأراضي التي تسيطر عليها موسكو.
صادق مجلسا البرلمان الروسي على معاهدات تجعل مناطق دونيتسك ولوهانسك وخيرسون وزابوريزهيا جزءًا من روسيا، جاءت الإجراءات بعد "الاستفتاءات" التي دبرها الكرملين في المناطق الأربع التي رفضتها أوكرانيا والغرب ووصفتها بأنها "مزيفة".
انتصارات أوكرانية وانسحابات روسية
تأتي هذه الخطوة في الوقت الذي دخلت فيه حرب موسكو في أوكرانيا مرحلة جديدة أكثر خطورة، تواجه روسيا انتكاسات متزايدة في ساحة المعركة، مع استعادة القوات الأوكرانية المزيد والمزيد من الأراضي في الشرق والجنوب، وهي المناطق ذاتها التي دفعت موسكو لضمها.
حررت القوات الأوكرانية قرية رئيسية في منطقة خيرسون الجنوبية، ما عجَّل بتراجع عسكري روسي آخر، وأُجبرت القوات الروسية بالفعل على التراجع في شمال شرق أوكرانيا، ويتم دفعهم الآن إلى الجنوب أيضًا، وفقًا لـBBC.
لا تزال روسيا تسيطر على مدينة خيرسون، العاصمة الإقليمية في الجنوب، لكن قبضتها تبدو مهتزة بشكل متزايد على المنطقة بأكملها شمال نهر دنيبر.
خلال الـ 48 ساعة الماضية، توغلت القوات الأوكرانية جنوبًا على طول الضفة الغربية للنهر، واضطرت الوحدات الروسية الآن إلى الانسحاب من عدة مستوطنات في شمال منطقة خيرسون أيضًا.
أعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية على مواقع التواصل الاجتماعي أن "العلم الأوكراني يرفرف مرة أخرى فوق قرية دافيدف بريد"، وقام السكان بتصوير جنود أوكرانيين وهم يمشون في القرية.
This is how modern Ukrainian artillery is destroying occupiers. Our EYES (ОЧІ) are seeing everything. And we will not stop until we liberate all territories of Ukraine.
*music: PROBASS ∆ HARDI, “Mantra” pic.twitter.com/vdQVew5drC— Oleksii Reznikov (@oleksiireznikov) October 4, 2022
الروس يتخلون عن جثث رفاقهم
تخلت القوات الروسية عن مدينة أوكرانية رئيسية بسرعة كبيرة لدرجة أنها تركت جثث رفاقها في شوارع بلدة ليمان، الثلاثاء، ما قدم المزيد من الأدلة على هزائم موسكو العسكرية.
انسحبت القوات الروسية من ليمان، وهي بلدة شرقية استراتيجية كان الروس يستخدمونها كمركز لوجستي ونقل، لتجنب محاصرة القوات الأوكرانية. أعطى تحرير المدينة أوكرانيا نقطة انطلاق مهمة لتوسيع هجومها بشكل أعمق في الأراضي التي تسيطر عليها روسيا.
تقدم الجيش الأوكراني في عدة مدن
قالت بريطانيا، الأربعاء، إن القوات المسلحة الأوكرانية تقدمت لمسافة تصل إلى 20 كيلومترا خلف نهر أوسكيل في منطقة خاركيف الشمالية الشرقية إلى المنطقة الدفاعية الروسية باتجاه بلدة سفاتوف بمنطقة لوهانسك.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية في نشرة استخباراتية: "من الناحية السياسية، من المرجح أن يشعر القادة الروس بالقلق من أن الوحدات الأوكرانية الرائدة تقترب الآن من حدود لوهانسك أوبلاست، التي زعمت روسيا أنها ضمتها رسميًا يوم الجمعة الماضي".
الكرملين يتعهد باستعادة المناطق
قال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، لـBBC إن روسيا ستستعيد مناطق في أوكرانيا التي تنسحب منها حاليًا، مضيفًا أن الأراضي "ستكون مع روسيا إلى الأبد، وسوف يتم إعادتها".
وتعهد الكرملين بالدفاع عن الأراضي الروسية "المناطق التي تم ضمها حديثًا" بأي وسيلة تحت تصرفه.
صعدت روسيا حربها المستمرة منذ سبعة أشهر من خلال حملة الضم والتعبئة العسكرية والتحذيرات من إمكانية اللجوء إلى الأسلحة النووية لحماية جميع أراضيها.
روسيا تحذر أمريكا
حذرت موسكو من أن قرار الولايات المتحدة بإرسال المزيد من المساعدات العسكرية إلى أوكرانيا "يزيد من خطر حدوث صدام عسكري مباشر" بين روسيا والغرب.
قال سفير روسيا لدى الولايات المتحدة، أناتولي أنتونوف، إن ذلك يمثل "تهديدًا مباشرًا" لموسكو، واصفًا الولايات المتحدة بأنها "مشارك في الصراع".
في وقت سابق، أعلنت الولايات المتحدة 625 مليون دولار أخرى كمساعدات عسكرية لأوكرانيا، ويرجع الفضل إلى الأسلحة الأمريكية المتقدمة في مساعدة أوكرانيا على بناء الزخم ضد القوات الروسية المحتلة.
خصصت واشنطن إجمالًا ما يقرب من 17 مليار دولار لدعم عسكري لكييف، وحذَّر أنتونوف من أن قرار الولايات المتحدة بمواصلة بدعم كييف بالأسلحة الثقيلة يضمن فقط وضع واشنطن كمشارك في الصراع، مشيرًا إلى أن هذا سيؤدي إلى "إراقة دماء مطولة وخسائر جديدة".
وقال السفير الروسي: "ندعو واشنطن إلى وقف أعمالها الاستفزازية التي قد تؤدي إلى أخطر العواقب".
الولايات المتحدة تؤكد استمرار دعمها لأوكرانيا
وشدد البيت الأبيض في بيان على أن الولايات المتحدة لن تعترف أبدًا بضم روسيا المزعوم للأراضي الأوكرانية، وتعهد الرئيس بايدن بمواصلة دعم أوكرانيا لأنها تدافع عن نفسها من العدوان الروسي طالما أن الأمر يتطلب ذلك.