رجَّحت شبكة «سي إن إن» الأمريكية أن يكون نظام الملالي بإيران قد دخل في نقطة اللا عودة بعدما كسر المواطنون حاجز الخوف.
وبحسب تقرير للصحيفة، اكتسبت الحركة الاحتجاجية على مستوى البلاد زخمًا بلا هوادة ويبدو أنها أضعفت أساليب التخويف التي تتبعها الحكومة منذ عقود.
شعارات مناهضة لخامنئي
أضاف: يتردد صدى الشعارات المناهضة للقيادة الدينية في جميع أنحاء المدينة، وتابع: انتشرت مقاطع فيديو لطالبات المدارس يلوحن بحجابهن في الهواء خلال غنائهن لأغاني الاحتجاج في الفصول الدراسية، وكذلك صور المتظاهرين الذين يقاتلون ضد أعضاء مجموعة الباسيج شبه العسكرية الهائلة.
وأردف: كان يُعتقد سابقًا أن هذه المشاهد لا يمكن تصورها في إيران، حيث يحكم المرشد خامنئي بقبضة من حديد.
تهديد غير مسبوق
مضى يقول: لكن الخبراء يقولون "إن هذه الاحتجاجات تتجاوز الانقسامات الاجتماعية والعرقية العديدة في إيران، وتكسر حاجز الخوف الذي دام عقودًا وتشكل تهديدًا غير مسبوق للنظام".
واستطرد: في جميع أنحاء إيران، يبدو أن المتظاهرين عازمون على كشف نقاط ضعف المؤسسة الدينية المتهمة على نطاق واسع بالفساد وقمعت المعارضة بالاعتقالات التعسفية وحتى عمليات الإعدام الجماعية.
وتابع: تندلع الاحتجاجات بشكل متقطع في أجزاء مختلفة من العاصمة طوال كل يوم، وفي الليل، كان الهتاف الذي أصبح عنصراً أساسياً في الاحتجاجات «الموت للديكتاتور»، يُسمع من فوق أسطح المباني، وذلك في إشارة إلى خامنئي، الذي كان يعتبر ذات يوم فوق مستوى اللوم بسبب مكانته الدينية المرموقة.
اختراق قواعد النظام
أضاف: كما اخترقت المظاهرات المناهضة للنظام قواعد سلطة النظام، بما في ذلك المدن الدينية مشهد وقم، كما نظمت الأقليات العرقية احتجاجات، لا سيما الأكراد بشمال وشمال غرب البلاد، والبلوش في الجنوب الشرقي، ونبه إلى أن المدارس الثانوية والجامعات في جميع أنحاء البلاد هي بؤر للتوتر.
إحباط من الإصلاح
بحسب التقرير، يقول محللون "إن التهديد الذي تشكله هذه الاحتجاجات وجودي للنظام"، وهو أحد أكبر التحديات التي واجهها نظام الملالي منذ سنوات.
ونقل عن تريتا بارسي، نائبة الرئيس التنفيذي في معهد كوينسي بواشنطن، قولها: هؤلاء المحتجون هم في الأساس من الشباب، وهم جيل فقد الإيمان تمامًا على ما يبدو بإمكانية إصلاح هذه الجمهورية.
احتجاجات بلا قيادة
قال علي فايز، مدير مشروع إيران التابع لمجموعة الأزمات الدولية: تتجاوز الاحتجاجات الحدود الطائفية الاجتماعية، وتجمع بين شرائح أوسع بكثير من المجتمع الإيراني، لكنها تعاني من نفس قصور الحركات الاحتجاجية السابقة، لا سيما الافتقار إلى القيادة.
متظاهرون أكثر جرأة
أضاف التقرير: مع ذلك، يبدو المتظاهرون أكثر جرأة من أي وقت مضى، مستشعرين بوجود نافذة من الفرص التي يمكن أن تغلق بسرعة مع اقتراب البلاد من تطوير سلاح نووي، الأمر الذي من شأنه أن يرسخ قبضة النظام على السلطة ويعمق عزلته.
وفي الختام، نقل عن فايز قوله: هذا هو السيناريو الذي يحاول الإيرانيون المناهضون للنظام جاهدين تجنبه.
